Site icon IMLebanon

الوزير السابق يوسف سلامة : التسوية قادمة لا محالة على قاعدة قيام الدولتين

 

رأى رئيس «لقاء الهوية والسيادة» الوزير السابق يوسف سلامة، أن المنظومة السياسية الحاكمة وبالرغم من أنها أوصلت البلاد الى الحضيض والانهيار الكلي، مازالت حتى الساعة في ظل الأزمات الخانقة والمخاطر الوجودية، تبيع وتشتري فيما بينها ليس فقط على حساب الدستور والقوانين، إنما والأهم على حساب بقاء لبنان دولة سيدة وكيان مستقل، معتبرا بالتالي أن آخر الابداعات التي حققتها المنظومة السياسية، هي إقحام المؤسسة العسكرية في دائرة التجاذبات والخلافات السياسية، ووضعها على حد النزاع بين مؤيد للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وآخر معارض له.

ولفت سلامة في تصريح لـ «الأنباء» الى أن لبنان يواجه فوضى أمنية عارمة، ومحاط بحروب قد تمتد نيرانها الى ساحاته حيث لا يعود ينفع الندم، وعلى مدعي المسؤولية بالتالي، ان يكونوا ولو لمرة واحدة على مستوى المسؤولية، عبر اتخاذ الخطوات الدستورية اللازمة لتجنيب المؤسسة العسكرية شرب كأس التفكك والانهيار، وذلك إما عبر التمديد سريعا لقائد الجيش، وإما تعيين رئيس أركان لتولي مهام القائد وفقا للنص الدستوري، معتبرا بمعنى آخر، ان المغامرة بالجيش في ظل مشهدية الحرب في غزة وإمكانية انسحابها على الداخل اللبناني، وفي ظل التطورات الإقليمية والدولية الملتهبة، عمل صبياني انتحاري غير مسبوق، من شأنه القضاء على ما تبقى من الدولة اللبنانية.

وردا على سؤال، لفت سلامة الى أن التمديد لقائد الجيش لا يتوقف فقط على جلسة تشريعية، لاسيما ان حماوة السجالات على خلفية إقفال الرئيس بري مجلس النواب أمام انتخاب رئيس للجمهورية، مستمرة ومستعرة دون هوادة، إنما هناك العديد من السبل الدستورية والقانونية التي تمنع انضمام قيادة الجيش الى نادي الفراغ بعد رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان، اذ لا يجوز ترك المؤسسة العسكرية في مهب الرياح الإقليمية الساخنة، خارج الإمرة العسكرية الواضحة، وإدخالها بالتالي في جهنم النزاع حول شرعية من يقودها، وتعريضها حكما للتفكك والانهيار.

وعلى صعيد مختلف، أكد سلامة أن احتمال دخول لبنان الحرب بمعناها الواسع على غرار حرب يونيو 2006، ضئيل، وتبشير البعض بها غير واقعي ولا يمت الى الواقعية بصلة، وذلك لاعتباره ان من يريد الحرب يحتاج الى بيئة حاضنة تغطي قراره، فما بالك والشعب اللبناني اليوم من كل البيئات بما فيها بيئة حزب الله، غير مستعد لتغطية أي عمل من شأنه إدخال البلاد في جهنم، ناهيك عن ان حزب الله نفسه يدرك مخاطر الانزلاق الى حرب تدمر الحجر والبشر بشكل كامل.

وعليه، أكد سلامة أن المطلوب اليوم تحييد لبنان عن الصراع العسكري في المنطقة، لاسيما ان التسوية الكبرى قادمة لا محال على قاعدة قيام الدولتين وفقا لمقررات القمة العربية للسلام في بيروت 2002، معتبرا بالتالي أن حماس لعبت الدور الفدائي عن إيران، وان المشهدية الراهنة ذاهبة بالرغم من دمويتها ومأساويتها، باتجاه انتهاء الصراع العربي -الإسرائيلي بشكل نهائي، وبالتالي انتهاء الفصل الإيراني والميليشيات الإيرانية المسلحة داخل المنطقة العربية.