كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
شارك النواب يوم الثلثاء الفائت في جلسة اللجان النيابية المشتركة لمناقشة الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية، وخرجوا بانطباع أنّها خطة لا تُسمن ولا تغني، وبعضهم أكد لـ»نداء الوطن» أنّ الحكومة تريد أن تقول للبنانيين «أنا موجودة وأتابع الأوضاع»، على قاعدة تحسين شروطها في مرحلة تصريف الأعمال والشغور، حتى أنّ أحد النواب الشماليين وصف الخطة بالقول «تجليطة».
عام 2006 خلال عدوان تموز على لبنان، تسابق أهالي الشمال لاستقبال النازحين من قرى الجنوب والبقاع ومن الضاحية، وفتحوا بيوتهم ومدارسهم ومراكزهم رغم أنّ العدوان أتى بعد عام على اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من أجواء مشحونة في البلد.
أثبت أهالي الشمال وعكار أنهم يترفّعون على الخلافات السياسية أمام أي تهديد مصيري للدولة والشعب، ولأنّ البلاد تعيش حالياً لحظات من القلق والتخوّف من توسّع حرب غزة لتطال لبنان، ولأنّ بعض إرهاصات الحرب تدور في مناطق جنوبية عاد الناس بالذاكرة إلى حقبة 2006 وما حصل خلالها. أشخاص يسابقون الأحداث ويبدون استعدادهم لاستقبال أي نازح جنوبي، مع فارق أنه في 2006 لم تكن لدى الحكومة وقتها خطة للنزوح أو للتعامل مع أي حدث طارئ، في حين أنّ حكومة تصريف الأعمال وضعت خطة طوارئ للمستجد من الأحداث، وبالأخص إذا توسعت الحرب الإسرائيلية على لبنان. فهل شملت هذه الخطة مناطق الشمال، ولا سيما عكار وطرابلس؟
بعض نواب الشمال أشاروا إلى هذا الأمر قبل أيام، وقبيل انعقاد جلسة اللجان المشتركة في مجلس النواب، عندما دعوا الحكومة إلى الأخذ في الاعتبار مناطق الشمال، وهي تضع خطة الطوارئ لاحتواء تداعيات أي عدوان، من خلال تأمين دعم أكبر للمستشفيات والمراكز الصحية والوقوف إلى جانب المؤسسات التي تتعامل بالشأن اليومي والحياتي للمواطن ودعم صمودها.
هذا الطرح يفرض نفسه لكون مناطق عكار وطرابلس والمنية والضنية استقبلت الكثير من النازحين عام 2006، وقتها كانت أوضاع الناس والبلد أفضل، فكيف يتمّ تأمين صمود الناس من نازحين أو من يستقبلهم هذه الفترة في ظلّ الظروف الصعبة؟ وهل تلحظ الخطة الحكومية هذه المسائل؟
يوم الثلاثاء الماضي ناقشت اللجان المشتركة في مجلس النواب الحكومة في خطة الطوارئ الوطنية، من أجل تعزيز الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي. نائب شمالي قال لـ»نداء الوطن»: «الخطة الحكومية «تجليطة» ولا تعدو أكثر من رفع عتب على مقولة إننا قمنا بما علينا. فهي لا تزال مجرد أفكار ورؤوس أقلام قيد النقاش، وهي خطة إيواء أكثر منها خطة جهوزية وسدّ الثغر والتعامل مع الأزمات أينما وجدت». وأضاف: «هي ليست خطة إنمائية لتتنقل بين المناطق وتؤمّن مستلزماتها، ولا تعدو أكثر من فتح بعض المدارس مراكز للإيواء في حال حصول نزوح إلى هذه المناطق».
وتشير المعلومات إلى أنّ تمويل الخطة لا يزال موضوع نقاش، فبعض أفكار الحكومة بحسب نواب شماليين برّاقة من الخارج، ولكنها غير قابلة للتنفيذ وتمويل بنودها مفقود.