كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
تتدحرج خطتا الطوارئ في منطقتي صيدا وجزين نحو إقرارهما، بعد اجتماعات متواصلة بين البلديات والاتحاد ومؤسسات المجتمع المدني، في مقاربة لتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب واحتمال توسّع رقعة العدوان ونزوح أهالي بلدات وقرى الجنوب نحو الداخل، وقد تكون صيدا وجزين ومحيطهما مركزين أساسيين لإيواء النازحين.
وفيما يعقد في بلدية جزين صباح اليوم اجتماع موسّع لوضع التفاصيل النهائية على خطة الطوارئ وتوزيع المهام في حال حدوث أيّ تطوّر، تمضي صيدا في إقرار خطة الطوارئ مستفيدة من تجربة العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، حيث تحوّلت مركز إيواء وأدّت الجمعيات الأهلية بالتعاون مع البلدية دوراً أساسياً في تقديم الدعم والعون لهم آنذاك.
وأوضح رئيس البلدية حازم بديع «إنّ إعداد خطة طوارئ يسير على قدم وساق بالتعاون مع محافظ الجنوب منصور ضو والجمعيات الأهلية والفرق الإسعافية والكشفية والمستشفيات والمراكز الصحية، وأهميتها أنها لا تحاكي فقط كيفية مواجهة التحدّيات والتخفيف من تداعياتها، وإنما مواجهتها في ظلّ الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يمرّ فيها لبنان». وإذ نوّه «بالجهود التي تبذل من أجل الاستعداد بما يليق بالمدينة، وبالتكافل والتعاضد تجاه الصعوبات والمحن وما يواجهنا كمجتمع مدني في ظل التهديدات المعادية باستهداف لبنان»، قال: «سنكون على أهبّة الاستعداد والتنسيق المشترك، وقد سبق لصيدا وأهلها وفاعلياتها ومجتمعها المدني أن واجهوا صعاباً كثيرة ونزوحاً للأهالي في مرّات عدّة، ولا سيّما خلال اعتداءات العدو الإسرائيلي، وتمكّنوا مجتمعين ويداً واحدة من استيعابها واحتوائها».
ووفق معلومات «نداء الوطن»، فإنّ خطة الطوارئ تتضمّن التأهّب والاستعداد في مختلف المجالات وتشكيل لجان الإحصاء والاستقبال، التربوية، الاجتماعية، البيئية والدعم النفسي، الصحية، الإعلامية، ولجنة المتطوّعين ولجنة العمل الشعبي، وإعداد قوائم بأسماء وأرقام هواتف وعناوين المشاركين فيها، فضلاً عن التجار والمستودعات، وإعداد قوائم بمواد الإغاثة مثل الصيدليات والأدوية، ومواد الإسعافات الأولية والنظافة والتموين وسواها، وتأمين مستلزمات 3 مطابخ لتأمين وجبات ساخنة وتأمين فرش وأغطية ووضع لائحة بالمدارس التي يمكن أن تشكّل مراكز إيواء ودراسة واقعها، وحاجاتها وتأمين الحاجات المطلوبة بالتعاون مع إداراتها.
وقال رئيس تجمّع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا ماجد حمتو: «إذا توسّع العدوان فإنه يستهدف الجنوب اللبناني، وهذا ما دفع التجمّع للعمل مجدّداً على تفعيل خطة الطوارئ مستفيدين من التجارب السابقة. أعدنا تحديد اللجان المطلوبة والمهام التي يمكن القيام بها، وتحضير المؤسسات والجمعيات المعنية، كما شاركنا في الاجتماعات التي تعقد في المحافظة، ونظّمنا اجتماعاً عاماً لتشكيل اللجان لوضع خارطة طريق لعملها، وتعاونّا مع البلدية لاستخدام إحدى قاعاتها لتكون غرفة عمليات للتجمّع ولكل الجمعيات المعنية في حال حدوث نزوح إلى صيدا».
وعن اللجنة الصحّية، أوضح عضو أمانة السرّ حسن أبو زيد أنّ اللجنة «تعمل على تحديد ما نريد في أربعة أقسام، الأول المستشفيات التي تعالج المصابين والجرحى، الثاني المستوصفات التي تعالج الحالات البسيطة، والثالث المستوصفات الجوّالة، والرابع فرق الإسعاف التي تنقل الجرحى والمرضى من مراكز الإيواء الى المستوصفات والمستشفيات».
وفي جزين، من المقرّر أن يعقد اليوم اجتماع تنسيقي آخر بعد اجتماع عقد منذ أيام في القصر البلدي، لمناقشة وضع خطة عمل أولية لمواجهة الأزمة الحالية، ومتابعة المهام على ضوء توسعة إسرائيل عدوانها على القرى والبلدات، حيث يقول رئيس اتحاد بلديات جزين المهندس خليل حرفوش: «سنقوم بجمع قاعدة المعلومات عن الواقع، والمدارس التي يمكن أن تكون مراكز إيواء، وعدد المتطوّعين الذين سنستعين بهم من الجمعيات والمنظمات الموجودة، وبذلك نعرف الإمكانات المتوفرة ونحدد حجم الكتلة البشرية التي يمكن أن نستقبلها ونؤمّن لها احتياجاتها، وقد اطلعنا على آراء رؤساء الأديرة، ومديري المدارس الرسمية وخصوصاً إذا بدأ العام الدراسي».
وعن اجتماع اليوم، يوضح حرفوش «سنطرح المعلومات التي توصّلنا إليها حول الإمكانات الموجودة، والاحتياجات المطلوبة، كما سنضع هيكلية لخلية الأزمة ونوزّع المسؤوليات، ونحدّد عدد المتطوّعين من كل جهة، كما سنتواصل خلال الأسبوع المقبل مع المنظمات الدولية للتعاون من أجل تأمين الاحتياجات».