كتبت لارا يزبك في “المركزيّة”:
كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منشورا مطوّلا عبر “اكس” مساء السبت جاء فيه: زرت ليلاً غبطة البطريرك وهنأته بسلامة العودة وأطلعته على الجولة التشاورية التي قمت بها وعلى نتائجها. شجّعني على استكمال التشاور، واتفقنا على ان انتخاب رئيس للجمهورية هو أساس إعادة تكوين السلطة، ومفتاح معالجة الأزمات ووقف تفكّك المؤسسات، وأن أي قرار يخالف الميثاق والدستور هو إمعان بضرب الدولة والشراكة الوطنية. أكّدت للبطريرك استعدادنا للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور.
غير ان النقاش الفعلي بين الرجلين كان في الواقع في مكان آخر، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”. هو تطرّق طبعا الى الرئاسة، “أمّ” العقد السياسية، غير انه توقف بإسهاب عند ملف قيادة الجيش. وبحسب المصادر، ليست إشارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليها في عظته، تفصيلا البتة، بل تدل على ان الصرح يولي هذا المنصب اهمية كبرى وليس راضيا عن المقاربة البرتقالية للقضية. فقد قال: من المعيب حقاً أن نسمع كلاماً عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. أضاف: “مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والاصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ”.
واذ التقى الراعي بعد ظهر أمس قائد الجيش العماد جوزيف عون، تعتبر المصادر ان كل هذه الحركة في الشكل والمضمون، تدل على ان بكركي لا تحبذ استلام رئيس الأركان قيادة الجيش لا بل هي منحازة اذا جاز القول، الى الطرح القائل بالتمديد له، والى وجهة نظر القوات اللبنانية من القضية. وفي رأي الصرح، عدم التمديد لعون لن يؤثر فقط على اداء وواقع المؤسسة العسكرية وعلى الامن القومي في هذه المرحلة الحرجة، بل يشكل ايضا خسارة اضافية للحضور المسيحي الماروني في الدولة بعد شغور موقع رئاسة الجمهورية.
انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، دخلت بكركي بقوة على خط الاستحقاق العسكري هذا، وستضغط بكل ما أوتيت من قوة لتفادي الشغور أكان عبر التعيين أو التمديد، وأول المعنيين بهذا الضغط هو باسيل، وربما لذلك فضّل الاخير عدم ذكر هذه المسألة في “تغريدته”.. حتى الساعة، السقف العالي للبطريرك الراعي يوحي بأنه سيذهب حتى النهاية في رفض “اسقاط قائد الجيش”، لكن هل يمكن ان يتراجع امام الفريق الآخر الذي يجمع باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وحزب الله وحركة امل، والذي يطالب بأن يسري على قيادة الجيش ما سرى على الامن العام وحاكمية المركزي؟