كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
لم تنته فصول الاعتراض الفلسطيني على قرار وكالة “الأونروا” نقل طلاب عين الحلوة إلى مدارسها المجاورة للمخيم من جهة، وفي قلب المدينة من جهة أخرى، رغم كل التسهيلات التي قدّمتها لناحية تأمين حافلات مدرسية ومرشدين لمساعدة الطلاب في رحلة تنقّلهم ذهاباً وإياباً.
“شدّ حبال” ومهلة أسبوع لتصعيد التحرك الاحتجاجي الفلسطيني السياسي والشعبي ضدّ قرار”الأونروا”، ثمّة موقفين مختلفين في مقاربة هذا الموضوع باتجاه ثمانية مدارس موزّعين على مجمعين تربويين أربعة منها في منطقة الطوارئ – التعمير (بيسان، الناقورة، صفد والسموع)، وهي متضرّرة وتحتاج إلى ترميم وصيانة، وأربعة أخرى في بستان القدس (مرج بن عامر، حطين، الفالوجة وقبية) واحدة منها فقط متضرّرة.
الموقف الأول: تتبنّاه مديرة الأونروا” في لبنان دورثي كلاوس ويتخلّص بأّن الوضع الأمني في المخيم ما زال هشّاً وغير مستقرّ، وقد فرض العدوان الإسرائيلي على غزّة هدنة قابلة للاهتزاز عند أي إشكال أو حدث، وبالتالي فإن نقل الطلاب ليس سببه فقط تضرّر المدارس، بل الوضع الأمني، وهي في كل الأحوال بالون اختبار ضمن مرحلة موقّتة مدّتها ثلاثة أشهر فقط، ثم يبنى على الشيء مقتضاه.
والموقف الثاني تقتنع به القوى السياسية واللجان الشعبية الفلسطينية بأنّ المدارس الواقعة في بستان القدس يمكن افتتاحها بعد ترميم واحدة منها واعتماد نظام الدفعتين مع المدارس الأربعة الأخرى وفي ذلك تفادياً لكل الكلفة المالية على ذوي الطلاب ومشقّة الانتقال ولو كانت في حافلات “الأونروا”، وتأخذ على كلاوس تشبّثها برأيها من دون الأخذ بعين الاعتبار موقف القوى الفلسطينية على مختلف اتجاهاتها.
ويقول أمين سر “اللجان الشعبية الفلسطينية” في لبنان المهندس عبد المنعم عوض لـ”نداء الوطن”: “ما زلنا نضغط على إدارة “الأونروا” من أجل التراجع عن قرارها بنقل الطلاب إلى خارج المخيم لما فيه من مشقّة وجهد وإرباك للعام الدراسي الذي تأخّر أصلاً عن موعده. هناك عملية شّد حبال حقيقية مع “الأونروا” ونرى أن المدارس الأربعة في بستان القدس قادرة على استيعاب الطلاب على نظام الفترتين من دون مشقّة الانتقال والوقت”. ولم يخف عوض أنّ “سبب الاعتراض لا يقتصر فقط على هذه القناعة، بل لدينا خشية جدّية من بدء نقل مؤسسات “الأونروا” إلى خارج المخيم وما يعني ذلك من رمزية”، رافضا مقولة “الأونروا” بأنّها للحفاظ على أمن الموظفين والمعلمين معاً، قائلا “أمن الموظفين وهم من أبناء شعبنا مثل أمن أبناء المخيم ولا فرق بينهم”، متسائلاً “لماذا اللعب على هذا الوتر”؟
إلى جانب المخيم، توجد مدارس أخرى في جواره وقلب صيدا وهي: الشهداء (قرب الحسبة)، الصخرة ودير القاسي (الفيلات)، رفيديا (قرب سراي صيدا الحكومي) ونابلس (حي الست نفيسة)، ناهيك عن مدرسة عسقلان (مخيم المية ومية)، العوجا (منطقة عدلون)، بير زيت وبيت جالا (مركز سبلين المهني). وهي توفر التعليم لنحو6000 طالب، ما يعني أن المجموع يصل إلى 11 ألف طالب.
وخلال الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة في 30 تموز على خلفية اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو أشرف العرموشي، تعرّضت مدارس المخيم إلى أضرار جسيمة، بعدما تحصّن فيها المسلحون من كلا الطرفين، إذ تعتبر مواقع مهمّة واستراتيجية سواء في الدفاع أو الهجوم، ولذلك كان إخلاؤها محط اهتمام سياسي وأمني على اعتباره خطوة نحو تحصين الأمن والاستقرار في المخيم، بعدما مارست “الأونروا” ضغوطاً سياسية من أجل إخلائها.