كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
عادت قيادات حزب الله في الآونة الاخيرة، وبعد طوفان الاقصى تحديدا، الى لغة مهاجمة الدول العربية وتخوين تلك التي لا تزال تتبادل العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل.
على سبيل المثال، شدّد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق على “ان استمرار التطبيع العربي مع العدو الإسرائيلي هو جزء من العدوان على فلسطين وأهل غزة، وهناك دول تطبيع عربية لها علاقات اقتصادية وعسكرية وأمنية مع العدو حتى اليوم، وهذا يشكل عدوانا مباشرا على أهل غزة”.
بدوره، سأل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن “إذا كان الغرب يكيل بمكيالين، فالحكام العرب والحكام المسلمون بأي مكيال يكيلون؟ استخدمتم إعلامكم ووفرتم السلاح والمال، وحشدتم الرجال لتدمير بلاد عربية بكاملها عندما طلبت منكم أميركا ذلك، فأين المال والرجال والسلاح والفتاوى الآن لنصرة غزة وفلسطين؟ منذ 20 يوما يصب الصهاينة، بقيادة أميركا وبمشاركة بعض الدول الغربية، حمم الطيران على نساء وأطفال غزة، فأين الضمير والحمية العربية؟ أين حقوق الإنسان الأوروبية والأميركية؟ وأين مجلس الأمن من المجازر التي ترتكب في غزة؟”.
واشار زميله في الكتلة النائب حسن فضل الله الى ان الحزب “لا يكترث بالمزايدين الذين لا وظيفة لهم سوى الكلام، وليتهم يطلبون من دولهم ليس إرسال الجيوش والمقاتلين لنصرة غزة، بل منع عبور السلاح الأميركي الذي يقتل أهل غزة عبر أجوائهم ومياههم، فالذي يقاتل اليوم فقط هم حركات المقاومة هنا في لبنان ومن اليمن والعراق، فأين هي الجيوش العربية”؟
بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن هذا التبدّل في خطاب “الحزب” يأتي بعد فترة مهادنة للعرب، فرضها الاتفاق السعودي – الايراني المُوقّع في ايار الماضي، على الضاحية ومحور الممانعة. ففي الأشهر المنصرمة، هدأت لا بل تراجعت في شكل شبهِ تام، نبرة “تخوين” الدول العربية والخليجية.
وفق المصادر، فإن هذه الانعطافة تأتي استكمالا لعملية طوفان الاقصى. فكما تبيّن – وبغض النظر عما اذا كان ما حصل مقصودا مِن قِبل ايران ام غير مقصود – فإن أبرز نتائج هذه العملية، تمثّل في تعطيل مسار التطبيع السعودي – الاسرائيلي الذي كان يحقق تقدما مطردا، برعاية اميركية.
وانطلاقا من هذا الواقع، الذي ناسب تماما المصلحةَ الايرانية حيث لم تُخفِ طهران انزعاجها من “رياح” التلاقي التي كانت تلفح الاجواءَ بين الرياض وتل ابيب، قررت القوى الممانعة ان تواصل، بـ”السياسة”، ما بدأته “حماس” في “الميدان”، والضغط ليس فقط للإجهاز على التطبيع السعودي – الاسرائيلي، بل ايضا لمحاولة دفع كل الدول المطبّعة الى العودة عن قرارها هذا.. فهل تنجح الممانعة؟ الامر مستبعد، فوفق المصادر، قد يعلّق بعض العواصم العربية العلاقات او يسحب او يستدعي سفراءه من اسرائيل.. لكن بعد التوصل الى وقف لاطلاق النار والى حل سياسي ثابت وعادل للفلسطينيين في الفترة المقبلة، فإن هذا المسار سيستأنف من حيث توقّف.