كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:
لم يثبط الرد السلبي لرئيس مجلس النواب نبيه بري على طلب كتلة “الجمهورية القوية” عقد جلسة نيابية ببند وحيد لاقرار اقتراحها القاضي بالتمديد سنة لرتبة عماد، عزيمتها على المضي في جهودها الهادفة الى التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. طابع المسألة الأمني الوجودي الخطير بفعل طبيعة المرحلة البالغة الدقة وسط الحرب يفرض مزيدا من الجهد والحركة في اتجاه عدم التسليم بمشيئة المتهاونين بأمن الوطن والمتلاعبين بمصيره او من يتقصدون جرّه الى مشهد عنفي لاعتبارات خاصة بهم.
حفاظا على آخر مدماك في الدولة ولأن لبنان على حافة الحرب، وهي قائمة فعليا جنوباً، لا بد من أخذ اقتراح التمديد لقائد الجيش بالاعتبار عوض التفريط بقيادة عسكرية قوية في لحظة خطيرة غير معروف مدى تمدد لهيب نيرانها وانزلاقها في اي لحظة الى حرب على غرار تموز 2006 وربما اوسع، في ظل انهيار مالي، اقتصادي، اجتماعي وشغور رئاسي متمدد، وتاليا خشية واسعة من فوضى عارمة تجر لبنان الى مهالك خطيرة.
لمجمل هذه الاعتبارات، تقول مصادر سياسية في معراب لـ”المركزية”: اتخذ قرار استكمال المبادرة، وعدم التوقف عند رفض الرئيس بري الدعوة الى جلسة تشريعية لاقرار الاقتراح، على خلفية اشتراط حصرها بالبند اياه. لذلك، تكشف المصادر أن وفدا من تكتل “الجمهورية القوية” سيبدأ هذا الأسبوع جولة على الكتل المعنية في المجلس النيابي لشرح خطورة الوضع ووجوب تجاوز التنافس الرئاسي والحساسيات السياسية الضيقة الى ما ينقذ الوطن ويمنع الانهيار الامني.
وفد التكتل سيدق ناقوس الخطر، تردف المصادر، ويضع الكتل النيابية امام مسؤولياتها لا سيما من يتهاون منها في معالجة مسألة على هذا القدر من الخطورة، انطلاقا من ان المؤسسة العسكرية تختلف عن سائر المؤسسات اذ يقودها قائد، ان لم يعد موجودا تُضرب الهرمية القيادية داخل المؤسسة بما يشكل خطورة مطلقة، لا يمكن ان تمر بسهولة كما يعتقد البعض. لذلك تتحرك القوات اللبنانية درءا للخطر وحفاظا على هرمية المؤسسة في ظل وضع دقيق جدا، ولأن قيادة الجيش هي آخر المواقع المسيحية القائمة في الجيش على مستوى الهرمية المؤسساتية الدولتية، والتعاطي معه بلامبالاة يولّد مزيدا من الاحباط والشعور بالاستهداف على المستوى المسيحي، ولو انه غير مقصود.
الوفد النيابي سيجول ليشرح الاسباب الموجبة الدافعة الى تقديم الاقتراح، لا سيما الخطر الوجودي على لبنان مع الحرب المفتوحة المحتمل تمددها، واهمية الحفاظ على آخر دعامة ما زالت قائمة في البلد وهي الاستقرار الامني.
الجولة ستكون مفتوحة، تختم المصادر، وقد تشمل لاحقا دبلوماسيين، وكل من يلزم لشرح اهمية مواجهة الشغور القيادي وابعاد الخطر الوجودي عن لبنان.