جاء في “نداء الوطن”:
لم تفلح الضغوط الدولية حتّى اللحظة في لجم الاندفاعة الإسرائيلية في حربها الوحشية مع حركة «حماس» في قطاع غزة، حيث تتمسّك الدولة العبرية بموقفها الرافض لأي وقف لإطلاق النار أو حتّى دخول وقود إلى القطاع بلا الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة، فيما كان لافتاً مساء أمس إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قواته باتت «في قلب مدينة غزة».
ومع استمرار حملة القصف الإسرائيلي العنيف الذي يحصد الأرواح ويُدمّر المنشآت على أنواعها، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمة متلفزة أنه «لن يسمح بدخول الوقود ولا وقف اطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا»، مشيراً إلى أن قوّاته تُحقّق نجاحات كبيرة في الحرب، وقال: «لا ننوي التوقف ومستمرّون حتّى النهاية». وأضاف: «وصلنا إلى أماكن لم تتوقع «حماس» أن نصل إليها»، لافتاً إلى اغتيال عدد من «المخرّبين الذين كان لهم دور في هجوم 7 تشرين الأوّل» الماضي.
وفي اليوم الثاني والثلاثين للحرب، أعاد غالانت التشديد خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب على أنّ بلاده ستُدمّر «حماس»، مؤكداً أن «قواتنا جاهزة على كلّ الجبهات»، ووصف غزة بأنّها «أكبر قاعدة إرهابية بُنيت على الإطلاق». وأكد أن «يحيى السنوار هو المسؤول الأوّل عن هجوم 7 تشرين الأوّل»، مشدّداً على أن القضاء عليه هو «أحد أهدافنا في هذه الحرب، إضافةً إلى بقية قادة حماس».
أميركيّاً، كان لافتاً تأكيد المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنّ «حماس لا يُمكن أن تكون جزءاً من المستقبل في غزة، والمشاورات جارية في شأن شكل الحكم هناك»، مشدّداً على أنّه «سنضمن حصول إسرائيل على الموارد اللازمة للدفاع عن نفسها». واعتبر أن «حماس هي التي تسعى إلى الإبادة من خلال دعوتها للقضاء على إسرائيل».
توازياً، قال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين: «في شكل عام، لا نؤيّد إعادة احتلال غزة ولا إسرائيل تؤيّد ذلك»، مضيفاً: «وجهة نظرنا هي أن على الفلسطينيين أن يكونوا في مقدّم هذه القرارات، وغزة هي أرض فلسطينية وستبقى أرضاً فلسطينية». لكنّه شدّد على أن الأمور «لن تعود إلى الوضع الذي كان قائماً في السادس من تشرين الأوّل».
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لصحيفة «وول ستريت جورنال» أنّه «لا نُريد حكم غزة أو فرض إدارة مدنية في القطاع»، وقال: «نتطلّع إلى تسليم حكم غزة لتحالف يشمل أميركا وأوروبا ودولاً إسلامية أو قادة محلّيين في القطاع».
وفيما تتقدّم القوات الإسرائيلية في محورَين تجاه مدينة غزة، وهما: شمال مخيّم الشاطئ وجنوب حي تل الهوى، وسط معارك ضارية، كشفت «كتائب القسّام» أن «مجاهدينا دمّروا كلّياً أو جزئيّاً 15 آلية عسكرية على مشارف مخيّم الشاطئ وبيت حانون خلال 24 ساعة»، مشيرةً إلى أن «مجاهدينا دكّوا بقذائف الهاون القوات المتوغّلة، وخاضوا اشتباكات مع قوات العدو في محاور القتال». كما أعلنت قصف تل أبيب والمناطق المحيطة بها مرّات عدّة بالصواريخ ردّاً على استهداف المدنيين في القطاع.
في غضون ذلك، رصد البنتاغون زيادة في الهجمات على قوّاته في سوريا والعراق، من دون تسجيل إصابات أو أضرار كبيرة، موضحاً أنّه لا يضع شروطاً على المساعدات العسكرية لإسرائيل، لكنّه يتوقع منها الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.