كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت المقبل في كلمة في مناسبة يوم الشهيد هي الثانية له في غضون ايام قليلة. في خطابه الاخير، لم يعلن الانخراط في الحرب كليا بل أكد ان قرار الحزب في هذا الخصوص مرتبط بأمرين هما مسار العملية العسكرية في غزة، وايضا الاداء الاسرائيلي وممارسات الجيش العبري تجاه لبنان، واضعا ايضا معادلة “المدني مقابل المدني”.
في الايام التي أعقبت هذه الكلمة، استهدفت اسرائيل مدنيين في لبنان، فضربت الاحد صباحا سيارتي اسعاف تابعتين لجمعية الرسالة الاسلامية ما تسبب بسقوط 4 جرحى، أما مساء اليوم ذاته، فأغار الطيران الاسرائيلي على سيارة كان على متنها ام وبناتها الثلاثة وجدّتهن، ما تسبب بمقتلهن في وقت تقبع الوالدة المفجوعة في المستشفى.
على الاثر، صدر عن المقاومة الاسلامية في لبنان بيان اعلنت فيه انه و”رداً على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني التي استهدف فيها سيارةً مدنيةً عند طريق المعيصرة بين عيناتا وعيترون التي أدت إلى استشهاد سيدة وثلاثة اطفال من احفادها… قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بقصف مستعمرة كريات شمونة بعددٍ من صواريخ غراد (كاتيوشا). إن المقاومة الإسلامية تُؤكد أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها حازماً وقوياً”.
فهل يكتفي الحزب بهذا الرد؟ ام ان خطاب نصرالله السبت المقبل قد يحمل خطوات تصعيدية في الميدان تُشبه ما فعله عام 2006، حين توجّه الى العالم قائلا “انظروا الى عرض البحر حيث البارجة الاسرائيلية تحترق..”؟
بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، يبدو ان الضاحية لن تكتفي بقصف كريات شمونة، حيث ان عدد القتلى الذين سقطوا في هذا القصف لا يبدو عادَلَ عدد الشهداء في عيناتا – عيترون. وقد دل ما قاله نائب الحزب علي فياض امس خلال تشييع الفتيات الثلاث وجدتهن، على ذلك، اذ قال: المقاومة لن تتساهل مع اي عدوان يستهدف المدنيين وسترد الصاع صاعين.
في رأي المصادر، قد يقوم الحزب في قابل الايام او خلال كلمة نصرالله او بعدها، بعملية ما، في الاراضي المحتلة، انتقاما للشهيدات، خاصة وأن إجراء كهذا سيعيد تعويم الحزب بعد ان خيّب مَن كان مِن جمهوره، يراهن على تصعيد فعلي سيحمله خطاب نصرالله الاخير بعد كل البروباغندا التي سبقته.. والرد المحتمل يمكن ان يكون “قويا” او “استعراضيا” في الشكل لكن مِن غير الضروري ان يؤدي الى “حرب”.
لكن وفق المصادر، الضغوطُ الدولية والتحذيراتُ مِن خطوة غير محسوبة النتائج، تتوالى، وحَمَل آخرَها الموفدُ الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات الماضية. وهذا المعطى قد يُبقي الامور مضبوطة تحت سقفها الراهن، تختم المصادر.