كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
إرتفاع أسعار البنادق والذخائر لم يمنع هواة الصيد من ممارستها، والمفارقة أنّها زادت عن السنوات السابقة حتى التي سبقت الأزمة.
ما يلفت في مسألة صيد الطيور البرّية هذه السنة في مناطق الشمال، انتشار بنادق الصيد في أيدي صغار العمر، حتى كثرت الأخبار عن عمليات قتل أو إصابات بأسلحة الصيد في مناطق عكار والشمال، مع أنّ موسم الصيد ما زال في بداياته وسيستمرّ إلى ما بعد شهر كانون الثاني المقبل. في هذا الوقت، يزداد عدد حملة سلاح الصيد بشكل كبير وغالبيتهم من الفتيان، وينتشرون في كل مكان فيه أراضٍ زراعية أو بور، ومعظمهم لديهم بنادق غير مرخّصة، بينما تغيب القوى الأمنية عن القيام بدورها وملاحقة حملة أسلحة الصيد الذين يصطادون بشكل عشوائي وبين البيوت والمساكن وفي أي مكان يحلو لهم. ويشتكي الأهالي من أصوات الذخائر وما قد تسبّبه من أخطار على أولادهم وعليهم، في ظل الأخبار اليومية عن إصابات في صفوف الصيادين، ولا سيّما الصغار منهم.
تحوّل بعض الأماكن في عكار وطرابلس والضنية والكورة، مرابض يومية للصيادين، حيث يكمنون فجراً أو عصراً لطرائدهم، كما يحصل في مناطق في القيطع -عكار، ومناطق من السهل والجومة والدريب، وفي زيتون أبي سمراء بطرابلس وغيرها، فتتحوّل إلى تجمّعات كبيرة من الصيادين ويبدأ إطلاق النار العشوائي من كل حدب وصوب، وكأنها ساحة قتال لا يُسمع فيها إلا صوت الرصاص.
المواطن نادر حسن يشير إلى أنه يستيقظ صباحاً في الخامسة على صوت الخرطوش «كأني في ساحة قتال، إنهم الصيادون الذين يربضون لطيور المطوّق والفرّي والسمّن في ساعات الصباح الأولى، فتبدأ حفلة الجنون من الخامسة أو قبلها بقليل ولا تهدأ حتى التاسعة تقريباً». أما علي الشيخ من سهل عكار فيتحدث عن وقوع إصابات عدّة مرّات بين سكان المنطقة بسبب الصيد العشوائي المتكرّر، حيث ينتشر الصيادون بأعداد كبيرة على طول الطريق الطويل وداخل الأراضي الشاسعة ويحملون بندقيات تطلق 5 أو 8 أعيرة بشكل فوري، أما إطلاق العنان لأبواق الماكينات التي تجذب الطيور بالأصوات فهي بحدّ ذاتها إزعاج على إزعاج، والقوى الأمنية لا تتحرك ضد هؤلاء الذين يأتون من مناطق مختلفة من عكار وخارجها».
تجدر الإشارة إلى أنّ الصيادين يستخدمون آلات صوتية لجذب الطيور أيضاً، حيث يضعها البعض على أسطح المنازل للصيد الليلي والبعض الآخر يضعها في الأراضي ويطلق لصوتها العنان مع ما تسبّبه من إزعاج إضافي للسكان والأهالي. في السياق اشتكى أهالي منطقة زيتون أبي سمراء وقرى الكورة القريبة أمس، من أصوات رصاص الصيد الكثيف التي سمعت في المحيط بشكل كبير في أوقات الصباح، الأمر الذي أدخل الذعر إلى قلوب الأهالي والمارّة على الطرقات على حد سواء.