كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
وضعت ايران المعركة التي تحصل اليوم في الاراضي المحتلة في سوق الاستثمار السياسي والاستراتيجي، وقد بدأت أذرعها منذ اللحظة الاولى، تستخدمها للمزايدة على العرب ولتقول لهم إن خيارها هي – اي خيار المواجهة والحرب – هو الانسب لحل القضية الفلسطينية ولمواجهة مشاريع اسرائيل. وبعد ان ضحكت طهران في سرّها، لكون “طوفان الاقصى” فرمل مسار التطبيع الاسرائيلي – السعودي، خاصة وانه كان سيعطي الفلسطينيين حقوقهم ودولة محترمة عاصمتها القدس الشرقية بما ينزع من يد طهران ورقة ثمينة مِن ذهب تختبئ خلفها منذ عقود لتصدير الثورة والسلاح الى المنطقة، تسعى الجمهورية الاسلامية من جديد اليوم، الى “مصادرة” القضية الفلسطينية، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، والى إظهار نفسها المُدافعة الاولى والوحيدة عنها.
في هذه الخانة، يصب ما قاله في الساعات الماضية، عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق. فقد اعتبر أن “شعب فلسطين الأبي لا يراهن على القمة العربية الطارئة، وإنما يراهن على استراتيجية المقاومة، وعلى صواريخ وبنادق وسواعد المقاومين في غزة، الذين هم قادة وأسياد وعظماء هذه الأمة، والناطقون الرسميّون باسم العروبة الأصيلة”. وشدد قاووق على أن “العدو الإسرائيلي لا يخشى قمة عربية ولا قمة إسلامية، إنما يخشى المقاومة في غزة ولبنان”. وأشار إلى أن “عين المقاومة في لبنان على الجنوب لحماية الوطن والمدنيين، وأي اعتداء على المدنيين سترد المقاومة عليه بما هو أشد وأقسى دون تردد أو تأخير، وعينها الأخرى على غزة، من أجل نصرتها ومساندة ودعم المقاومة فيها، لأن النصر في غزة، هو نصر للمقاومة في لبنان ولكل المنطقة والأمة”. وقد كرر موقفه هذا اليوم معلنا ان “العدو لا يخشى بيانات القمم العربية”.
اذا سلّمنا جدلا بأن القمم والدبلوماسية، فعلا لا تجدي نفعا، تسأل المصادر عمّا حققته او قدّمته أذرع ايران المنتشرة في الشرق الاوسط، للقضية الفلسطينية. وتضيف: هل تمكنت من تحرير شبر واحد من الاراضي الفلسطينية المحتلة واعادته الى الفلسطينيين؟ وبعد، وتعليقا على “استراتيجية المقاومة” التي تحدث عنها قاووق، تقول المصادر: هل هذه الاستراتيجية هدفها تشتيت قوة العدو الاسرائيلي وإشغاله، فقط، عبر اطلاق صواريخ من جنوب لبنان او من اليمن، باتجاه الاراضي المحتلة؟ واين هي اليوم الصواريخ الدقيقة والبالستية والاسلحة الفتاكة التي راكمها حزب الله والحوثيون والتي استخدمت لقصف السوريين وايضا قلب السعودية في السنوات الماضية؟
الحقيقة المرة تتابع المصادر، هي ان هذه الاذرع كلّها تركت الفلسطينيين وحماس لقدرهما واكتفت ببعض المناوشات لا اكثر. اما القمة العربية فيمكن ان تعود الى مقررات قمة بيروت عام 2002 وتؤمن للفلسطينيين حل الدولتين الذي لا تزال كل القوى الدولية متمسكة به، تختم المصادر.