Site icon IMLebanon

إنتهت الحرب… وهذه هي نتائجها على لبنان!

كتب جان الفغالي في “نداء الوطن”:

قد يبدو العنوان فيه شيء من الغرابة، هل يُعقَل الحديث عن نتائج الحرب فيما الحرب في ذروتها؟ في لبنان، وحتى في المنطقة، لا شيء مستغرب، حيث تُعرَف نتائج الحروب قبل أن تنتهي وحتى حين تكون في الذروة كما هو حاصلٌ اليوم. وحين نتحدث عن النتائج، فإنّ المقصود النتائج السياسية، قبل العسكرية، لأنّ بعد الحروب يؤخَذ بالمضاعفات السياسية قبل أي شيء آخر.

أولى النتائج السياسية على لبنان، سقوط ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة» لأنّها استُبدِلَت بالثلاثية الحقيقية «حزب الله»- «حماس»- «الجماعة الإسلامية»، وهي القوى التي «استعملت» جنوب لبنان كمنصَّةِ «إشغال» للجيش الإسرائيلي. فمنذ السابع من تشرين الأول الفائت، لم يظهر من الثلاثية الأولى سوى ضلعٍ واحد منها وهو ضلع «حزب الله»، وبناءً عليه فإن الثلاثية التي وُضِعَت في كل البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، أصبحت لزوم ما لا يلزم.

ثاني النتائج السياسية سقوط المتاجرة بالقضية الفلسطينية، من جانب دول المواجهة إلى الدول المسانِدة، المواجِهة والمسانِدة سقطتا، هناك حركة «حماس» في قطاع غزَّة، وهناك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وكل ما هو خارج القطاع والضفة، سيكون على الهامش، في هذه الحال، ماذا ستكون عليه جدوى المكوِّنات والفصائل والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية، في لبنان؟ بمعنى آخر، بعد انتهاء هذه الحرب، لماذا يجب أن يبقى سلاح «حزب الله» وسلاح المخيمات في لبنان؟

ثالث النتائج، الضربة التي تلقاها لبنان على المستويات المالية والإقتصادية والسياحية، وحتى التربوية، تكاد أن تكون كارثية.

رابع النتائج هو إبقاء الوضع اللبناني رهناً بموقف يُطلقه الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله. في كلمته الأولى بعد حرب غزة، بقي اللبنانيون «على أعصابهم» إلى أن ألقى كلمته، فماذا سيقول في كلمته الثانية السبت المقبل؟ علماً أنّ كلمته الأولى، كانت التوقعات في شأنها أكبر مما تضمنته.

خامس النتائج، أصبحت القضية الفلسطينية في قلب فلسطين وليس خارجها. هذا ما كان يجب أن يحصل منذ العام 1948، تاريخ إنشاء دولة إسرائيل، أستهلك الفلسطينيون خمسة وسبعين عاماً ليصلوا إلى هذه القناعة، ولكن هل بعد فوات الأوان؟

المشكلة الحقيقية أنّه حين ستنتهي حرب غزة، كيف ستكون ارتداداتها على لبنان وعلى التركيبة السياسية؟ مَن سيقول لـ»حزب الله» إنّ دوره العسكري انتهى، وإنّ صواريخه المئة ألف لم تعد تفيد بشيء لأنّ نظرية «توازن الرعب» لم تعد تنفع، حيث أنّ هذه الصواريخ المئة الف لم تردع إسرائيل عن القيام بما قامت به. بهذا المعنى، إذا لم يتلقف السياسيون اللبنانيون هذه النتيجة المرتقبة، منذ الآن، فإننا سنكون أمام أزمة سياسية كبرى، لأنّ «الحزب» سيحاول «تسييل» فائض القوة كمكتسبات داخلية، وعندها سيبدأ الكباش الحقيقي، وهذه واحدة من النتائج السلبية لهذه الحرب.