كتبت نجوى أبي حيدر في “اللواء”:
قبل ان تعقد القمة العربية الطارئة في العاصمة السعودية السبت المقبل، حطّ في بيروت كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة والامن آموس هوكشتاين في زيارة خاطفة أوصل خلالها رسائل البيت الابيض الى الرئيسين نبيه بري وميقاتي وبعض الامنيين والامنو- سياسيين، وقفل مغادرا لاستكمال سائر فصول المهمة في عدد من دول المنطقة.
«بالعربي المشبرح» طلب هوكشتاين من المسؤولين، وتحديدا من الرئيس بري، اعطاء تعهد رسمي لبناني بعدم توسيع رقعة الحرب وابقائها محصورة في نطاق ضيق ودوزنة مواقف لبنان الرسمية تلافيا لانزلاقه الى مهالك لا قدرة له على تحملها. طلب التزاما لبنانيا، فسمع طلباً بوجوب الزام اسرائيل بعدم التعرض للبنان واستهداف اهله،وقد ارتكبت الاحد الماضي مجزرة في حق عائلة واطفال وفي حق مسعفين، وهي تاليا الجهة المعتدية وليس لبنان.
المسؤول الاميركي اردف قائلا «ان اسرائيل ترد على الاعتداءات من الجانب اللبناني وقد اعلنها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انكم تقدمون المساندة لحماس، فيما تدافع اسرائيل عن نفسها من اعتداءات المساندين، فلو اقفلتم حدودكم امام التنظيمات الفلسطينية وطبقتم القرارات الدولية لما فُتِحت جبهة الجنوب، انظروا الى الدول المجاورة لاسرائيل كالاردن ومصر هي مستقرة لا تعرض امنها للخطر ولا تعلن مساندتها حماس». وتابع كبير المستشارين الاميركيين «ان المنطقة في حالة غليان فلا تُسهموا في انفجارها، اسحبوا الغليان لمنع الانفجار».
وفي السراي كان لهوكشتاين كلام آخر اضافي . فإلى النصح بوجوب تحييد لبنان نفسه عن حرب غزة ، تمنى عدم دخول لبنان في المزايدات المتوقع حصولها في القمة العربية السبت وابقاء الموقف متوازنا غير متشدد تجنبا لتوريط لبنان في متاهات هو في غنى عنها، في زمن ترتسم فيه معالم شرق اوسط جديد. وتبعا لذلك، تتوقع مصادر مطلعة عبر «المركزية» ان يطرح الرئيس ميقاتي في القمة العربية خطته للسلام في غزة وهي ترتكز بحسب ما نشرت مجلة ايكونوميست في 31 تشرين الاول الماضي، الى النقاط التالية:
1-هدنة انسانية لمدة خمسة ايام.
2 –تطلق حماس بعض الاسرى من المدنيين والاجانب.
3- تسمح اسرائيل بدخول قوافل المساعدات.
4- توقف حماس اطلاق الصواريخ.
فاذا نجحت المرحلة الاولى هذه، يتم الانتقال الى الثانية، للتوصل الى اتفاق دائم يقوم على حل الدولتين ومن ضمنه تبادل شامل للأسرى.
هذه الخطة ناقشها ميقاتي مع وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان في زيارته لبيروت في 13 الشهر الماضي معتبرا ان ايران تشكل جزءا من التفاهم السلمي في المنطقة، وافيد انه حصل على الضوء الاخضر تجاهها.وابان جولته العربية عرضها ايضا مع المسؤولين القطريين ومع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في عمان ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وسيحملها الى قمة الرياض كمشروع حل ومنفذ يجنّب لبنان الاصطفاف في محور ويشكل مظلة تقيه الشرور المستطيرة.