تقرير ماريا خيامي:
تواجه المرأة تحديات في الإنجاب، بسبب تأخر سن الزواج عموماً، أو بسبب الضغوط الاقتصاديّة، أو ربما نتيجة ظروف صحية كالإصابة بالسرطان، التي قد تُفقد المرأة شعور الأمومة. لكل هذه الأسباب، انتشرت تقنية تجميد البويضات في لبنان.
وازداد الإقبال على هذه التقنية بشكل لافت بالسنوات الأخيرة، خاصة مع تقدّم الطبّ، والتقنيات الحديثة المتوافرة في لبنان.
هناك عدة أسباب قد تدفع المرأة لتجميد بويضاتها. فالكثير من الأزواج يرغبون ببناء أسرة في وقت ما في المستقبل، لكن الظروف قد تكون غير مناسبة، ومع التقدم في العمر تتأثر جودة البويضات، ولهذا فمن المفيد للمرأة التي ترغب بتأجيل الحمل أن تقوم بتجميد بويضاتها في سن مبكرة.
-ما هي تقنية تجميد البويضة؟
يوضح الطبيب الاخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم الدكتور آلان ضاهر في حديث لـIMLebanon، أن هذه التقنية هي عملية يتم فيها تجميع البويضات من مبايض المرأة، ثم يتم تجميدها غير مخصبة وتُخزن للتخصيب في وقت لاحق حيث يتم دمجها مع حيوان منوي من زوجها في المختبر لتكوين أجنّة وزراعتها في رحم المرأة، ويتم وضع الحيوان المنوي في البويضة لتكوين الجنين في المختبر، لمدة 5 ايام، من ثم يتم زرعه في رحم المرأة.
وتجميد البويضات هو إجراء لحفظ الخصوبة وحماية القدرة التناسلية للمريضة، ومواجهة مخاوف العقم المتعلقة بالتقدم بالعمر، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو غير ذلك من العلاجات.
-كيف نعرف أن مخزون البويضات متدن؟
يتم إجراء اختبار الدم AMH، وفي حال تدني البويضات، على المرأة التفكير جدياً بهذه التقنية، إذا أرادت الإنجاب في المستقبل.
-متى يجب التفكير بهذه التقنية، وأسباب اللجوء لها؟
يضيف الدكتور ضاهر أنه “إذا كان لدى الشابة مخزون متدن من البويضات، يمكنها اللجوء إلى تقنية التخزين، (قد يكون من دون سبب) وسبب آخر يدفع الشابة إلى القيام بالتخزين، هو لأنها قامت بعملية على المبيض، أو لأنها تعاني من مرض بطانة الرحم المهاجرة، ولكن طبعاً في بعض الحالات قد يحصل هذا الامر، وليس دائماً.”
والحالة الثانية، هي اكتشاف الإصابة بمرض السرطان، وبالتالي حتمية إجراء العلاج الكيميائي، الذي يخفف عدد البويضات، ويُنصح بهذه الحالة إجراء التقنية قبل الخضوع للعلاج الكيميائي.
اما الحالة الثالثة، فتتمثل في عدم وجود شريك في الوقت الحالي، أي الـ Social egg freezing، وهي الحالة الأكثر انتشاراً في لبنان والعالم، تخضع الشابة لتقنية تجميد البويضات من أجل عدم خسارة شعور الأمومة والانجاب.
وفي حالة الـ Social egg freezing، ينصح الدكتور ضاهر بالقيام بالتقنية خلال أصغر عمر ممكن، لأنها ستحصل على عدد أكبر ونوعية افضل من البويضات، ويُنصح بالقيام بالإجراء ما بين عمر الـ 30 والـ 35، حتى ولو كان مخزون البويضات طبيعي، مع العلم انه بإمكانها إجراء التجميد حتى عمر الـ 40 تقريباً، خاصة اذا كان مخزونها طبيعي Normal AMH.
-كيف تتم عملية سحب وتجميد البويضات؟
ويتم الإجراء في اليوم الثاني للدورة الشهرية، بحيث تُحقن المرأة بإبرة غير مؤلمة، تحت الجلد، كل يوم على مدى 10 أيام، وعلى اليوم الـ 12 يتم سحب البويضات، ويؤكد ضاهر ألا آثار جانبية تُذكر لتلقي الحقن.
وينطوي إجراء تجميد البويضات على سحب بويضات المرأة من المبيضين ثم تجميد البويضات الجيدة فقط وتخزينها بدون إخصابها بالحيوانات المنوية، في IVF clinic، بحيث تُخدّر مدة 10 دقائق، يتم الإجراء، تبقى السيدة لمدة نصف ساعة للمراقبة وبعدها تذهب إلى منزلها.
إلى ذلك، يشير د.ضاهر إلى أنه يتم حفظ البويضات مدة 10 سنوات على الأقل، من دون أن تتدنى نوعيتها، أو من دون خسارة فعاليتها.
بحسب الطبيب الاخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والعقم هناك نقاط مهمة عليك معرفتها قبل إجراء التجميد، حيث أكد أنه لو تم الإجراء عدة مرات، لن يسبّب أي سرطان بالثدي أو بالرحم او غيره.
ولفت الى أن سحب البويضات لن يخفف المخزون، لانه يتم سحب البويضات المحفزة، وبالتالي لن يؤثر على حظوظ الإنجاب بشكل طبيعي. كما أن تجميد البويضات لن يفقدك عذريتك، حتى ولو انه يتم عن طريق المهبل.
تطوّر الطبّ اليوم أعطى السيّدات والفتيات غير المتزوجات فرصة لعدم فقدان تجربة الأمومة، ولو كانت متأخرة، بعيداً عن كابوس “العقم” والعمر.
View this post on Instagram