IMLebanon

الحقيقة المرة: أمن الجنوب في يدي اسرائيل وايران!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن لبنان لن ينجو وسيتم تدميره بالكامل في حال تصعيد المواجهة مع إسرائيل. وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” مطلع الاسبوع، تحدث غوتيريش عن الحرب في غزة وما إذا كان يخشى التصعيد في لبنان وأماكن أخرى، فأعرب عن قلقه الشديد “من احتمال حدوث ذلك، لا سيما في ظل المستويات الخطيرة للغاية من العنف في الضفة الغربية”، مستطردا “لكن الوضع الأكثر تعقيدا الذي نواجهه، هو حتما، ما يتعلق بلبنان. لقد كنا نشطين للغاية في بذل كل ما في وسعنا مع أولئك الذين يمكن أن يكون لهم تأثير على الطرفين، حزب الله وإسرائيل”.

وتابع: “لقد تحدثت مع إيران، وطلبت منها شيئين، الأول هو الضغط على حماس.. من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، وثانيا، أن تقول لحزب الله إنه لا يمكنهم خلق وضع يغرق فيه لبنان بالكامل في هذا الصراع، لأنه إذا شن حزب الله هجوما واسع النطاق على إسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى خلق تأثير لا أعرفه، ولكن هناك أمرا واحدا أنا متأكد منه، وهو أن لبنان لن ينجو.. يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب تصعيد المواجهة، حيث قد يحدث هجوم واسع النطاق لحزب الله مع رد فعل إسرائيلي كبير يؤدي إلى تدمير لبنان بالكامل”.

القلق نفسه من توسع رقعة الاشتباكات جنوبا، عبّر عنه امس القائد العام لقوة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان الجنرال آرولدو لاثارو خلال جولة قام بها على عين التينة والسراي.

غير ان مصادر سياسية معارضة تشير عبر الـ”المركزية”، الى ان حزب الله لا يبدو حتى الساعة متحمسا لخيار الانخراط في شكل كامل في المواجهة الحاصلة، وذلك نظرا الى عدم حماسة ايران للانغماس فيها بالمباشر وبصورة واضحة. غير ان اي “خطأ” مِن قِبله قد يجر البلاد الى ما لا تحمد عقباه، سيما وان الاصوات الداعية الى ضرب الحزب تتصاعد في تل ابيب.

في الايام الماضية، اشارت وسائل الاعلام الإسرائيلية الى أن قادة الجيش الإسرائيلي أبلغوا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بأنه لا مفر من توجيه ضربة شديدة لحزب الله، رداً على التصعيد الجديد الذي أقدم عليه في اليومين الأخيرين، وأن هذه الضربة يجب أن تكون موجعة، وفي الضاحية لبيروت، حتى تكون رادعة. اما نتنياهو فأعلن أنّ “الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، تشهد تبادلاً كثيفاً للضربات، وأنّه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لأي سيناريو محتمل في حال التصعيد مع “حزب الله” على الحدود”. وأشار بعد اجتماعه مع رؤساء مستوطنات الشّمال إلى أنّ “هدفنا أولاً وقبل كل شيء، هو الانتصار الكامل على “حماس” في غزة وعودة مختطفينا وبعدها سنتعامل مع الشمال”. في حين قال وزير الدفاع الاسرائيلي يؤاف غالانت خلال مؤتمر صحافي امس “نحن مستعدون على الجبهة الشمالية وجاهزون لأي تهديد”. واضاف “نحن غير معنيين بالحرب على الجبهة الشمالية ونحذّر “حزب الله” من ارتكاب خطأ”.

وفق المصادر، سيناريو التصعيد لا يزال مستبعدا وتل ابيب غير قادرة على ان تفتح جبهة جديدة عليها فيما تتخبط في وحول غزة.

تقود هذه المعطيات الى استنتاجٍ مؤسف وفق المصادر، وهو ان أمن لبنان في يدي ايران واسرائيل، بإقرار غوتيريش نفسه، ورهن عدم إقدام حزب الله على اي دعسة ناقصة غير مدروسة في الميدان. اما الدولة اللبنانية فمتفرّجة، وتكتفي بإعداد خطط طوارئ – تفتقد حتى اليوم الى التمويل – وببيانات تعلن فيها تمسكها بالقرار 1701. والواقع المخيف هذا كلّه كان ليكون غير موجود لو فعلاً ضربت الحكومة يدها على الطاولة منذ الدقيقة الاولى، وفرضت على الجميع تطبيق الـ1701 ونشرت الجيش جنوبي الليطاني.