كتبت لورا يمين في “المركزية”:
في ظل الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة، وتحرّك أذرع الممانعة في لبنان واليمن والعراق، عسكريا، لمساندة حركة حماس، كشفت طهران في الساعات القليلة الماضية عن صاروخ فرط صوتي تفوق سرعته سرعة الصوت “فتاح 2″، في حضور المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، خلال عرض عام أقيم في متحف القوات الجوية والدفاع الجوي والفضاء التابع للحرس الثوري.
واستعرض خلال الحفل الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الذي يحمل إلى الفضاء عن طريق قفزة تفوق سرعتها سرعة الصوت. تقنيا، الصاروخ الباليستي العادي يتم إطلاقه الى الفضاء في مسار شبه مقوس، ثم يخترق الغلاف الجوي بسرعة عالية ولكن في مسار يمكن من خلاله تحديد اعتراض رأسه الحربي والتخطيط له منذ لحظة الإطلاق تقريبًا. اما الصاروخ الفرط الصوتي، فيتصرف بصورة مختلفة حيث له هيكل أشبه بالطائرة الصاروخية، وأحيانا هو مزود بمحرك خاص به ويواصل طريقه بالسرعة التي أعطته إياها القاذفة التي حملته، وهو قادر على المناورة بعد دخوله الغلاف الجوي، وهو الأمر الذي يصعب تتبعه واطلاق صواريخ اعتراضية نحوه بالوقت المناسب.
ووفق القوات الايرانية، الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، قادر على الوصول إلى سرعة 15 ماخ، أي سرعة أعلى 15 مرة من سرعة الصوت، ويقطع مسافة 5.1 كيلومتر في الثانية، ويبلغ مداه 1400 كيلومتر.
هذا التطور فاقم مخاوف الاسرائيليين، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فمنظومتهم الدفاعية “حيتس” قادرة على اعتراض صواريخ باليستية عادية، كالتي طورتها ايران وأطلقت من اليمن تجاه ايلات، في الايام الماضية. اما الصواريخ هذه، الفرط صوتية، فلم تجرّب عليها بعد المنظومة الدفاعية.
بحسب المصادر، فإن تسليم طهران أذرعها “فتاح 2” قريبا، مستبعد في المدى المنظور، غير ان تل ابيب سارعت الى تنبيه حليفتها واشنطن من مغبة وصول هذه الصواريخ الى أيدي الحوثيين او حزب الله، طالبة منها التدخّل سريعا، وفعل ما يلزم سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا، قبل فوات الاوان.
هذه الصواريخ حضرت في صلب مناقشات الموفد الاميركي اموس هوكشتاين في اسرائيل اليوم، شأنها شأن التهديد الذي يمثّله حزب الله وفرقة الرضوان، لأمن الشمال الاسرائيلي تحديدا واسرائيل عموما. ووفق المصادر، فإن واشنطن طمأنت المسؤولين الاسرائيليين الى انها لن تسمح بتوسّع رقعة الصراع الدائر اليوم في غزة، وانها تجري الاتصالات اللازمة لهذا الغرض. الا ان هوكشتاين كرر مطالبة تل ابيب بإسقاط اي خيارات تصعيدية عسكرية ضد الحزب او ضد الحوثيين… مِن حساباتها، وطلب منها تسهيل الهدن وإدخال المساعدات الى غزة واهلها ووقف “المجازر” بحق المدنيين، لان هذا هو الطريق الوحيد لمنع تدحرج الحرب وتوسّع عمليات الاذرع الممانعة ضدها… ويبدو ان الرجل نجح جزئيا في مهمته بدليل اتفاق وقف النار الذي أعلن التوصل إليه اليوم.