كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
خطف الموت قبل أيام، آمر مركز أمن عام القاع الحدودي الرائد روجيه جريج، على الطريق الدولي الذي يربط البقاع بحمص السورية، ما فتح باب السؤال حول احترام السلامة المرورية واستهتار البعض في القيادة، وغياب الدولة عن تأمين الإجراءات التي تحول دون خسارة الناس أرواحها.
هي ليست المرة الأولى التي يقع فيها حادت مأسوي على الطريق الدولي الذي يربط البقاع بالحدود اللبنانية ـ السورية لجهة بلدة القاع، وغيرها من الطرقات، بسبب الإهمال المتعمّد من قبل المعنيين في إجراء الإصلاحات الدورية للطرق وتزفيتها، ووضع لافتات وإشارات من أجل السلامة المرورية، إضافة الى التهوّر في القيادة ونشوة السرعة التي تصيب الشباب، وتدفعهم الى استباحة الطريق واعتماده خط «رالي»، من دون الأخذ في الإعتبار ما يمكن أن يسبّبه ذلك من اقفال للطريق أمام العابرين بسياراتهم، فيقعون ضحية طيش الشباب واستهتارهم.
صدمةٌ موجعة تلقّتها بلدة القاع منذ أيام إثر حادث السير الأليم الذي وقع، وقبله حوادث عدة في بعلبك الهرمل، تدخل ضمن اطار الأسباب نفسها، ومعها يفتح باب ملفات ومشاكل عالقة تحتاج المنطقة إلى حلّها، معطوفةً على غياب الإنماء عن المنطقة، مع الكيل بمكيالين، وكأن هناك أبناء مناطق بسمنة وآخرين بزيت.
رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر أوضح لـ»نداء الوطن» أن سبب الحادثة هو «سباق بين عدد من السيارات خلال التوجّه للمشاركة في عرس في المنطقة، ممّا يعني أن السبب هو طيش الشباب وعدم المسؤولية، والمطلوب الالتزام بقانون السير والسلامة المرورية، فالرائد روجيه جريج آمر مركز أمن عام القاع الحدودي الذي قضى على الطريق أخيراً، لديه أربعة أولاد وسيرته الحسنة يشهد لها القاصي والداني، وصدمة الحادث كانت قوية على القاعيين، فهو دائم التواجد بينهم وحبّ الناس له ظهر في الحشود التي أمّت مأتمه».
وأضاف «الغصّة كبيرة بسبب ما حدث على الطريق الدولي الذي يربط القاع بالحدود اللبنانية السورية، وهي بوابة لبنان من ناحية الجهة الشمالية الشرقية التي تصل حمص بالبقاع ومنه إلى كل لبنان، وقد بات أشبه بطريق الموت وشهد اكثر من حادث ذهب ضحيته أولاد وشباب ونساء من الجنسيتين اللبنانية والسورية، في وقت يتحول الطريق فجأة مستنقع مياه بسبب الري والأمطار، وغير منظّم من جهة الإشارات المرورية والعواكس الضوئية وحدود السرعة، ونظراً إلى امكانيات المستشفيات المحدودة في المنطقة نضطرّ الى نقل الاصابات الخطيرة إلى بعلبك وبعدها، أضف الى أنّه لم يتم تأهيل وتزفيت هذا الطريق لتكون على مستوى بوابة لبنان من جهة القاع – حمص فيما تمّ تزفيت عدد من الطرقات في بعلبك الهرمل».
وأوضح مطر أنّه بصدد إرسال كتاب إلى وزارة الأشغال للكشف على الطريق وصيانته، «وهذا الأمر ضروري لأنّ معبر القاع الحدودي تمّ تصنيفه فئة أولى بقرار من الحكومة ومن المفترض أن تكون الإجراءات قد استكملت لمواكبة التصنيف، لجهة تحديد عديد الأمن العام والجمارك والكادر البشري واللوجستي، والمعبر مهمّ للمنطقة كونه عنصراً أساسياً في عملية التنمية بسبب تجارة الترانزيت التي ستمرّ عليه نحو العراق والخليج، ويكون مدخلاً في حال بدأ الإعمار في سوريا».
وقال: «حتى اليوم لم نر أيّ خطط تواكب التصنيف، سوى قرار اتّخذته الحكومة ووقّعه رئيسها والوزراء المعنيون، ولم يوقّعه رئيس الجمهورية قبل رحيله بحسب معلوماتي».
ويشير مطر الى «أنّ استشهاد الرائد جريج على طريق الموت يفتح الباب على عدة قضايا، فالطريق لا يمكن أن يبقى على حاله، وكذلك الاكتظاظ السكاني، ووجود 30 الف نازح سوري مع دراجاتهم النارية، ناهيك عن المخالفات التي تحصل، وكبلدية لا نستطيع أن نعالجها بمفردنا، وهنا نطلق صرخةً للمعنيين من وزارة أشغال ونواب المنطقة للعمل، فالطريق بحاجة إلى مقوّمات السلامة المرورية واصلاحه، ويجب البدء بكل الإجراءات لمواكبة تصنيف معبر القاع فئة أولى من بنى تحتية وغيرها».
مواضيع ذات صلة