Site icon IMLebanon

هل الأرضية المحلية مهيّأة لوساطات رئاسية جديدة؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

اشار المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان في حديث مع “فرانس انفو”، الى انه سيعود الى لبنان قريبا كون البلد عربي ومعني بالتموضع الاخير، ولفت الى انه ليس مطمئنا الى الوضع في لبنان نظرا للاحداث الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط، والحرب تطرق ابواب لبنان ولا يوجد رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع، لذلك من الضروري التخلي عن عقلية المنافسة وانتخاب رئيس للجمهورية”. ولفت لودريان الى ان “لا نعلم لمن نتوجه في لبنان او مع من نتكلم، ويجب على اللبنانيين الوعي بأن هناك اخطارا داهمة، وامر طارئ ان يكون هناك رئيس في هذه الاحوال المشحونة بالذات، وانا لا افهم اللامبالاة من المسؤولين الذين عليهم الاستيقاظ”. بدوره، لفت السفير الفرنسي ايرفيه ماغرو امس الى ان لودريان سيعود قريبا مرة رابعة الى بيروت.

بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” فإن هذه المواقف تؤكد ما كشفته (اي المصادر) منذ ايام لـ”المركزية” ايضا، عن اتصالات تحصل بعيدا من الاضواء بين الخماسي الدولي المتابع للملف اللبناني، لانعاش الجهود المبذولة لإنجاز الانتخابات الرئاسية. العاملان الاساسيان على هذا الخط، هما باريس والدوحة، وهما يتباحثان اليوم في كيفية تحريك المياه الراكدة في المستنقع الرئاسي.

لودريان سيعود قريبا، محذرا ومنبها ومضيئا على خطورة الوضع اللبناني الذي لم تكن تنقصه الا الحرب على الحدود الجنوبية، لـ”يكتمل”، والدوحة في حال ارسلت موفدها الى بيروت، فإنه سيأتي بالعناوين ذاتها. كما انهما سيكرران الدعوة نفسها الى ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس توافقي لا يستفز احدا.

غير ان السؤال الكبير هو: هل الارضية اللبنانية مهيّأة اليوم اكثر من الامس، او اكثر من الفترة التي سبقت 7 تشرين الماضي، للقبول بحل توافقي؟ القوى المعارضة، كانت ولا تزال مستعدة للسير بمرشح “وسطي”، لكن هل الثنائي الشيعي في هذا الوارد؟

حتى الساعة، لا شيء يوحي بذلك بل على العكس. حزب الله يكتفي بالكلام بالعموميات في معرض حديثه عن الرئاسة، ويقول مثلا “تؤكد كتلة الوفاء للمقاومة موقفها الداعي إلى وجوب الإسراع في ملء الشغور الرئاسي” – وهذا ما جاء في بيانها امس- في حين تفضّل الضاحية ضمنا، وفق المصادر، بقاء الشغور على حاله وربطَ الاستحقاق بتطورات غزة ونتائجها، مراهنة على ان تسهّل وصول مرشحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بعبدا.

كل هذا يعني، ان المساعي الخارجية رئاسيا، في حال استؤنفت اليوم، ستبقى تدور في الحلقة المفرغة ذاتها وتصطدم بتصلّب فريق الممانعة في انتظار توقيت اقليمي افضل، تختم المصادر.