كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تتخوف المراجع المحلية والخارجية المتابعة لمسار الحرب الاسرائيلية على غزة من ان تقدم تل ابيب في حال وجدت ان الميزان العسكري يميل لمصلحتها على عمل من شأنه جر حزب الله الى المعركة . سيما وانه وفق القراءة السياسية والعسكرية لما يجري في جنوب لبنان اثر نتائج الاتصالات التي اجراها كبار المسؤولين مع سفراء الدول الكبرى لوقف التصعيد القائم، لا تبدو الاجواء تفاؤلية بعد الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على البلدات الجنوبية لان لا شيء مطمئنا بل الى مزيد من التدهور. كما افيد ان سفراء دول القرار لم يعطوا بدورهم اي معطيات ايجابية من قبل دولهم الى المسؤولين اللبنانيين لان الاستعانة بالطرق الدبلوماسية وعلى ما يبدو لم تصل الى مبتغاها، لكن طرحها ما زال قائما مع الوساطات علها تصل الى تسوية بعد كل الذي جرى. مما يعني ان نسبة وقوع الحرب تطغى وستمتد الى الجنوب اللبناني وغيره من المناطق وان اهتمامات هؤلاء تركز على دور فاعل للحكومة والسياسيين بضرورة تفادي الحرب فيما جبهة الجنوب مستنفرة بقوة من قبل المقاومة مقابل تعزيزات عسكرية كبيرة في المستوطنات القريبة من الحدود واعلان بعضها مناطق عسكرية.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول ل “المركزية” في هذا السياق لقد تأكد من مسار الحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة والمجازر اليومية التي ترتكبها في حق الفلسطينيين الابرياء والعزل ان تل ابيب تسعى الى تحقيق نصر ولو هزيل. لذا فهي لا تنفك تضرب كل شيء سواء في فلسطين المحتلة او في جنوب لبنان، حيث قامت باغتيال الصحافيين وقصف منزل احد النواب مستغلة السكوت الاميركي والاوروبي عما ترتكبه من جرائم لم يشهد لها مثيل. لا شك في ان العدو بدأ يشعر بالهزيمة بدليل قبوله من جهة بصفقة تبادل الاسرى على نحو ما ارادته حماس ومن جهة ثانية الانقسامات داخل حكومته وحتى بين الشعب الرافض لبقاء نتنياهو واعضاء الكابينت.
ويتابع: ما يهمنا الا ينزلق لبنان الى حرب تريدها اسرائيل خصوصا وانه بدأ يشهد على الصعيد الاقتصادي بعض التحسن عكسه ارتفاع احتياط المصرف المركزي الى 500مليون دولار الامر الذي يفترض الذهاب عاجلا الى انتخاب رئيس الجمهورية وملء الشغور في كافة مؤسساته، ولكن الغريب هو استمرار النكد السياسي لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن.
ويختم: لبنان اليوم في خطر وجودي ويحتاج اكثر من اي وقت مضى لتضامن ابنائه من اجل مواجهة ما يتعرض له من تهديم لكيانه ومؤسساته وتغييب لدوره عربيا وعالميا.