كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أعلنت وزارة الخارجية الروسية امس ان محادثة هاتفية جرت بين الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأشارت الوزارة في البيان الى “انه جرت خلال المحادثة مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة التطوير التدريجي للعلاقات الروسية اللبنانية الودية التقليدية، بما في ذلك الحفاظ على الحوار السياسي المنتظم.كما تم التطرق إلى الوضع الناشئ في الشرق الأوسط، مع التركيز على الأحداث في قطاع غزة وجنوب لبنان . وفي الوقت نفسه، أكد الجانب الروسي موقفه الثابت الداعم لوحدة الجمهورية اللبنانية وسلامتها الإقليمية وسيادتها، وعدم جواز امتداد التصعيد المسلح في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الى الاراضي اللبنانية”.
قبيل هذا الاتصال، كان السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف يجول على المسؤولين الللبنانيين، من عين التينة الى السراي فقصر بسترس مرورا باليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، عارضا ايضا المستجدات جنوبا.
تضيء مصادر دبلوماسية عبر “المركزية” على الموقف الروسي، الساعي الى إبعاد لهيب الحرب عن لبنان، لتؤكد ان ثمة إجماعا دوليا عابرا للخلافات التقليدية بين العواصم الكبرى، على تحييد لبنان عما يحصل في غزة.
فواشنطن وباريس تعملان على التهدئة منذ اولى لحظات عمليات طوفان الاقصى، وقد تواصلتا مع ايران ومع حزب الله ومع اسرائيل، طالبتين منهما عدم التصعيد وإبعاد النيران التي تلتهم اليوم الاراضي المحتلة، عن الاراضي اللبنانية. آخر هذه الاتصالات، حصل منذ ايام قليلة، حيث افيد ان الرئيس الاميركي جو بايدن طلب من رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو تفادي اشعال الحرب على الجبهة الشمالية لاسرائيل.
قبل ذلك بأيام، اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، إنها أبلغت نظيرها الإيراني حسين امير عبداللهيان، إن طهران ستتحمل مسؤولية كبيرة إذا امتد الصراع في غزة إلى المنطقة. وأضافت كولونا بعد لقاء جمعها بنظيرها عبد اللهيان في جنيف “الاجتماع كان على شكل تحذير من أن توسعة نطاق النزاع الحالي في غزة لن تفيد أحدا، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة”.
اما موسكو التي لا تتفق دوليا مع اوروبا واميركا على شيء، فتتواصل بدورها مع حلفائها في محور الممانعة في المنطقة، لابقاء لبنان بمنأى عن الصراع ولمنع تحوّل المناوشات الجارية اليوم على الحدود الجنوبية الى حرب شاملة.
يمكن القول اذا ان هذا التلاقي الدولي أبعَدَ وسيبعد كابوس الحرب عن لبنان، وكما تمكّن حتى الساعة، من ردع المتحاربَين، ومنعهما من الذهاب نحو الخيار الاسوأ، فإنه سيحول دون هذا التمدد “إلا اذا”… تختم المصادر.