كتبت بولا اسطيح في”الشرق الأوسط”:
يعيش مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان منذ 7 تشرين الأول على وقع الحرب القائمة في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس”. وتركت الهدنة التي أُعلنت يوم الجمعة، ارتياحاً بين نحو 90 ألف لاجئ يعيشون في المخيم، لكنه ارتياح مشوب بالحذر الشديد من استشراس إسرائيل أكثر في حربها بعد عودة القتال.
وتشارك مجموعات فلسطينية، وبخاصة “كتائب القسام” فرع لبنان، بعمليات عسكرية انطلاقاً من الجنوب اللبناني، لكن يحصل معظمها بالتنسيق والتعاون مع “حزب الله”.
وشهد “عين الحلوة” الذي لا تتجاوز مساحته كيلومتراً مربعاً واحداً هذا الصيف، جولتين من القتال العنيف بين حركة “فتح” والمجموعات المتشددة؛ أسفرت الأولى عن مقتل 13 شخصاً بينهم قيادي بـ”فتح” في كمين، والثانية أسفرت عن سقوط 15 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً.
وانتهت الجولتان إلى تفاهم على مجموعة من النقاط؛ أبرزها نشر قوة أمنية فلسطينية مشتركة تضم عناصر وضباطاً أفرزتها المجموعات الرئيسية في المناطق التي تعدّ مناطق تماس، وقد تم ذلك في نهاية أيلول الماضي، أي بعد نحو أسبوع ونصف الأسبوع على وقف الأعمال القتالية.
ولا تزال هناك نقطة أساسية عالقة مرتبطة بتسليم قتلة القيادي في حركة “فتح” أبو أشرف العرموشي، وهو ما وضعته حركة “فتح” شرطاً أساسياً لوقف إطلاق النار.
وتقول مصادر الحركة لـ”الشرق الأوسط”، إن “المطالبة بتسليم القتلة قائمة ولا تراجع عنها، ولكن الضغط باتجاه تنفيذها معلق نتيجة انشغال منظمة التحرير وحركة فتح في مواكبة ما يجري بغزة”.
وتشير المصادر إلى أن “الوضع بات شبه طبيعي داخل المخيم، بحيث تتم معالجة أي إشكال عبر التواصل مع القوى الإسلامية في عصبة الأنصار والحركة المجاهدة”، لافتة إلى أن “الشارع الرئيسي في منطقة الطوارئ، حيث يتحصن القتلة الذين نفذوا عملية الاغتيال إلى جانب من يقفون إلى جانبهم ويناصرهم من حاملي الأجندات المرتبطة بأعداء الشعب الفلسطيني، لا يزال مغلقاً… أما القوة الأمنية فهي تنتشر على مداخل المدارس وفي حي السينما بمنطقة حطين جنوب المخيم، وعند مفرق الصفصاف بستان القدس، وتبذل جهوداً من أجل توفير ما تستطيع من أمن لأهلنا وشعبنا في المخيم”.