تقرير ماريا خيامي:
تنتشر ظاهرة سرقة الزيتون في عدد من المناطق اللبنانية وخاصة في الجنوب، حيث تقوم عصابات، سورية في أغلب الاحيان، بقطع الأغصان وفيرة الحمل وسرقتها، أو تنتظر حلول الليل وقطف الزيتون من على الأشجار، إضافة إلى قطع الاشجار من جذورها بهدف استعمالها للتدفئة.
وفي هذا السياق، طالب عدد من مزارعي الجنوب، عبر موقع IMLebanon، القوى الامنية بمعالجة هذا الأمر، وكفّ يد النازحين السوريّين والسارقين عن قطع الأشجار وسرقة مواسم الزيتون، نظراً لأنهم ينتظرون بفارغ الصبر المواسم لسد ديونهم والاستفادة مما يقدمه الموسم من أرباح.
كما أكد أحد المزارعين في الجنوب، أن “الخسائر آخذة في التفاقم جرّاء القطع العشوائي للأشجار وسواعد العصابات، والبلديات غائبة عن السمع”، مضيفاً: “في ظل الأحداث، كل ما تبقى لنا هو الزراعة، بعدما أقفلنا محالنا ومتاجرنا، لنتعرّض للسرقة وخسارة مصدر رزقنا المتبقي”، وسأل: “ألا يكفي الجنوب ما فيه؟!”
وتعليقاً على هذا الأمر، أوضح مختار القليعة أمين سعيد لموقعنا، أن الأهالي يعانون من سرقة محاصيل الزيتون من قبل النازحين السوريين منذ زمن، ولكن مع اندلاع اشتباكات الجنوب، ازداد هذا الأمر.
كما كشف عن أنهم يتعرضون للقصف الاسرائيلي اثناء سرقة محاصيل الزيتون، نظراً لأنهم يتوجهون لخراج المنطقة أثناء الليل للسرقة، ما يعرّض المنطقة لمزيد من الاستهداف!
وقامت دورية من امن الدولة – مكتب حاصبيا مرجعيون، وبمساعدة شباب بلدة القليعة، بتوقيف 6 أشخاص سوريين، كانوا يقومون بسرقة محاصيل الزيتون من بساتين بلدة القليعة، مساء الخميس. الفائت
وعلّق سعيد على هذا الأمر، شاكراً القوى الأمنية على جهودها، مضيفاً: “المحاصيل تعرضت للسرقة أكثر من 10 مرات هذا الشهر، والأهالي يقومون بجهود مشتركة من أجل مراقبة المنطقة وحمايتها من السرقة، ولكن إلى متى؟”
ودعا القوى الامنية لتكثيف الدوريات في المنطقة، رغم ان الاهالي قاموا بطرد السوريين عند بدء الأحداث، ولكنهم يأتون من مناطق مختلفة بهدف السرقة، مستغلين الحرب وتراجع عدد السكان في المنطقة، بحسب سعيد.
من جهة أخرى، أكد عدد من أصحاب المعاصر، أن ظاهرة سرقة الزيتون تنتشر بشكل غير مسبوق، إذ يقوم السوري بعصر الزيتون أو بيعه “حَب”، بحجة أن هذه الكمية هي التعفير (ما بقي بعد القطاف ممّا لا يريده صاحب الملك)، ولكن هؤلاء لا يستطيعون محاسبتهم، فهذا عمل الدولة، بحسب قولهم.
وهنا لا بد من التساؤل حول سبب صمت البلديات، وغياب الأجهزة الأمنية في التأكّد من أسماء الأفراد الذين يقومون بعصر الزيتون في المعاصر، فهل من المنطق استمرار سرقة جنى المزارعين الذين ينتظرون الموسم بفارغ الصبر لسد ديونهم، خاصة في هذه الأيام الصعبة، وفي ظل أحداث الجنوب؟