تقرير مانويل مطر:
شهرٌ يفصل اللبنانيين عن عيدَي الميلاد ورأس السنة، وتتميّز هذه الفترة من كل عام عادةً، بالبهجة وفرح الأطفال والهدايا ولمّ شمل العائلات. لكن يحل العيدان هذه السنة في ظروف استثنائية يمر بها الوطن، بسبب التطورات الأمنية الخطيرة الحاصلة في الجنوب بِظل القصف الإسرائيلي لبلدات لبنانية نتيجة حرب غزة.
وأوضح كاهن رعية القديس جاورجيوس في بلدة راشيا الفخار الحدودية مع إسرائيل، الأب فخري مراد، في حديث لموقع IMLebanon أن “أهالي المنطقة يعيشون بحالة قلق شديد مما أدى إلى نزوح عدد كبير من الناس هربًا من القصف الإسرائيلي الهمجي والعشوائي”.
وأشار إلى وجود “حالات تفلت من جماعات غير منظمة تؤثر سلبًا على الوضع الحياتي والاجتماعي بالبلدة لأنها تطلق القذائف بالقرب من المنازل أو الحقول القريبة من السكان مما يهدد حياة وأرزاق أهالي البلدة”، مضيفًا: “نكثف اتصالاتنا مع المراجع الشرعية والرسمية والأمنية لتهدئة الأمور ولجم المتفلتين لتدارك الوضع وحماية منازلنا من الدمار والقصف، ونحن نتمسك بالشرعية الرسمية في لبنان المتمثلة بالجيش اللبناني بكافة أركانه الذي له الفضل الأكبر لبقائنا في بلداتنا”.
إلى ذلك، شدد الأب فخري على أن “سبب وجودنا بالبلدة هو لتأكيد أحقّية البقاء بأرضنا”، قائلًا: “نحن كمسيحيين دعاة سلام ومحبة ونعيش موحّدين بلبنان بالرغم من التعددية العقائدية”.
ولفت إلى أن “أهالي راشيا الفخار يعتمدون في هذه الفترة من كل عام على موسم قطف الزيتون حيث عانى كثيرون بسبب عدم استطاعتهم زيارة البلدة نتيجة الخطر الداهم على حياتهم”.
وأعلن أن “أهالي المنطقة يعيشون حرب أعصاب، وتراكمت حالات التعب النفسي بسبب الهلع والخوف والفزع من القصف الإسرائيلي القوي”، متابعًا: “قدمنا لوائح أسماء للجهات المانحة وننتظر تلبية حاجات هذه المنطقة”.
علاوة على ذلك، تحدث الأب فخري عن التوقعات بالنسبة لفترة الأعياد المُقبلة خلال شهر كانون الأول، حيث أكد أنه “بسبب الوضع غير المستقر، وانعدام الأمان، والأمن المتزعزع، ليس باستطاعتنا ان نقوم بأي نشاط اعتيادي في فترة الميلاد”.
وتابع: “جو الحزن والقلق والاضطهاد يخيم على أهالي البلدة، وهذا الأمر أفقد العيد بهجته، وسنقتصر هذا العام على الأعمال الفردية بحسب وضع كل فرد”.
بدورها، أشارت مختارة البلدة سوزان متري عبدالله، إلى أن “أهالي راشيا الفخار يراقبون التطورات في الجنوب خائفين مما ينتظرهم بعد الهدنة في غزة وجنوب لبنان”، وقالت: “عاود أهالي بلدات مزارع شبعا، كفرشوبا، حلتا، حولا، كفركلا وغيرها تفقُّد أرزاقهم خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد الهدوء الذي خيّم على الجنوب”.
وشددت على أن “ابن الجنوب باقٍ بأرضه ووطنه واعتدنا المعارك والحروب بعد تموز 2006 وسندافع عن أرضنا مهما اشتدّ الخطر”.
إضافة إلى ذلك، أوضحت أنه “بالرغم من اعتياد اللبناني على المآسي والأزمات وتمسّكه بالحياة وكل مناسبات الفرح، لكن “لهفة” العيد غائبة هذا العام”، مؤكدة أن “العيد هو عندما ننتصر ويحصّل اللبنانيون حقوقهم ويعم السلام”.
وأردفت مختارة البلدة: “تليق الحياة بأهل الجنوب لهذا السبب سوف نعيش العيد مهما كانت الظروف لأنه من أهم الأعياد لدى المسيحيين المتمثل بولادة يسوع المسيح”.
يتمسك الجنوبيون بأرضهم بالرغم من كل التهديدات التي تطال حياتهم وأرزاقهم على مدار السنين، ولن يمنعهم القصف الإسرائيلي لو مهما اشتد، من عيش موسم الأعياد بفرح وثبات ومواظبة على الصلاة، آملين حلول السلام على المنطقة.