جاء في “نداء الوطن”:
ما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداة لقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حمل في طياته تحذيراً ممّا ينتظر الجنوب من أخطار. وأتى التحذير بعد موقف مماثل لاردوغان، فحواه أنّ لبنان هو من «أكثر الدول تأثراً بحرب غزة».
وجاء تحذير ميقاتي عشية وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ناقلاً، وفق تعبير مصادر ديبلوماسية لـ»نداء الوطن»، رسالة الى المسؤولين تنبّه من التورط في «حرب واسعة وشاملة تؤدي الى تدمير لبنان»، وداعياً بيروت الى «توقع الدخول في مفاوضات على وضع الجنوب سواء حصلت الحرب أم لم تحصل». وسيصل لودريان من الرياض حيث يجري محادثات مع المسؤولين السعوديين.
وجاء موقف ميقاتي في حديث بثته أمس محطة «TRT» التركية، فقال: «إنّ قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها».
وأضاف ميقاتي: «بالنفسية الاجرامية لدى العدو الاسرائيلي بِقتل الأطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تعطى، ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يومياً، ولا أحد يكترث لذلك، ولا أي ردود فعل دولية». وتابع: «لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه، لا نريد أن يدنس أحد الأرض اللبنانية».
ورداً على سؤال، قال: «نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية».
وفي سياق متصل، من المقرر أن يصل لودريان مساء غد الى بيروت في زيارة تستمر حتى الجمعة المقبل. ووفق المصادر الديبلوماسية، تحمل زيارة المسؤول الفرنسي «طابعاً تذكيرياً بأنّ فرنسا ما زالت حريصة على انتخاب رئيس للجمهورية انطلاقاً من حرصها على لبنان واللبنانيين». وستفضي الى توجيه رسالة الى من سيلتقيهم بأنّ «اهتمام باريس ينصبّ على تجنيب لبنان حرباً واسعة وشاملة تؤدي الى تدميره». وسينبّه الى أنّ «بقاء لبنان من دون انتخابات رئاسية سيعرّضه لأخطار كبرى تنسحب على كل مؤسساته وتضعف موقفه في أي بحث في ترتيبات حدودية». وسيشدد على «تجميد أي مسعى يؤدي الى المسّ بالمؤسسة العسكرية في مرحلة الشغور الرئاسي».
وترى أوساط سياسية أن أساس زيارة لودريان «رئاسي بامتياز».
وفي التفاصيل، أنّ لودريان يريد إكمال مهمته، وسيتواصل مع كل الأطراف، ومهّدت باريس لزيارته بإجراء اتصالات بالدول الخمس التي تتابع الشأن اللبناني، إضافة الى طهران، وبالتالي هناك حديث عن غطاء اقليمي ودولي للتحرك.
وتتحدث المعلومات عن «محاولة لودريان التوفيق بين القوى السياسية للاجتماع على اسم توافقي، لكن من دون تزكية أي مرشح، ولن تكرر غلطة تبنّي مرشح «حزب الله» أي النائب السابق سليمان فرنجية».
وتنظر بكركي بايجابية الى التحرك الفرنسي الجديد، علماً أنّ الراعي خلال وجوده في روما قبل اسابيع، تواصل مع الفرنسيين، فحصل تنسيق ثلاثي بين بكركي والفاتيكان وباريس لتحضير الأرضية لحراك رئاسي جديد. وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من تشجيع بكركي التحرك الفرنسي والتعامل معه بايجابية، إلا أنها لا ترى أي حل في الأفق. وتصرّ على قيام النواب بواجباتهم وعقد جلسات متتالية و»عدم انتظار الخارج، لأن الدول الخارجية لديها حسابات مغايرة لحساباتنا».
وفي خلاصة هذه المعطيات «أنّ الخيار الثالث رئاسياً ما زال يصطدم بموقف «حزب الله»، وأنّ لا مؤشرات الى انتخابات رئاسية قريباً»، لأنّ «الحزب» ما زال يضع اللبنانيين والفرنسيين وسائر الموفدين الخارجيين أمام المعادلة نفسها: «انتخاب مرشحه، أو لا انتخابات رئاسية». ويعتبر «حزب الله» أنه «لاحِق» على الخيار الثالث، لعل الحرب تقدّم له فرصة، علماً أنّ ميزان القوى الداخلي لم يتبدل قبل 7 تشرين الأول، ولن يتبدل بعد هذا التاريخ». وتنتهى الخلاصة الى «أنّ لودريان يأتي الى لبنان كالعادة كي يدق ناقوس الخطر في رسالة حضّ دراماتيكية للمسؤولين».
وفي الإطار نفسه، رفض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد، «مواصلة انتهاك الدستور، وتحديداً المادة 49، بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة وشهر». وقال: «إنّ الأوضاع الإقليميّة الدقيقة للغاية تفرض وجود حماية الدولة، وإنّ الرياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة». ورفض الراعي «محاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، ولا سيما أنّ البلاد وأمنها على فوّهة بركان».