كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:
مطلع آذار الماضي غادر المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم منصبه مع احالته الى التقاعد، لكنّ مهام المنصب الصعبة وما تفرع عنها ومنها من ملفات وقضايا شائكة لم تغادره. اكثر من دور اضطلع به الوسيط الامني منذ تسلمه منصبه عام 2011، ليس في لبنان فحسب،حيث كانت له انجازات تبدأ من تشكيل الحكومات الى تحرير مخطوفين، بل خارجه ايضا ، بفعل علاقاته القوية وتمرّسه في عالم التفاوض وقضية راهبات معلولا أبلغ دليل.
الرجل الذي نسج خيوط الترسيم البحري بدقة مع صديقه آموس هوكشتاين ونجحا في مهمة كان يصفها البعض بالمستحيلة، أطل مجددا على شاشة ملف غزة من خلال ملف تبادل الاسرى والرهائن بين حركة حماس والاسرائيليين، ولعب دوراً مهما رفض الكشف عن تفاصيله، مؤكدا ان حماس تعرف تماما اهمية هذا الدور. يوميا يتواصل مع مهندس الترسيم الاميركي ويتباحثان في تطورات غزة . بعد اندلاع المعارك تمنى عليه مهندس الترسيم الاميركي العمل والتنسيق معا حيث يمكن لتخفيف اثار الحرب، فكان له ما اراد واستمر التعاون حتى اليوم.
اثر خروجه من مديرية الامن العام اعلن ابراهيم الذي شكل نقطة تواصل لسوريا مع العالم حينما اندلعت الثورة فيها، رغبته بالعمل السياسي في لبنان في شكل مستقل، فهو ابان ممارسته مهامه في الامن العام اكتسب خبرة في الحقلين الدبلوماسي والسياسي مكّنته من لعب ادوار في ملفات حساسة وانجاز مهام في غاية الدقة نجح فيها وشهدت له دول عدة، بقي الجزء الاعظم منها خلف الكواليس. فهل يمكن لابراهيم العمل في السياسة بعيدا من الاصطفافات واين هو من ثنائي طائفته الشيعية؟
يؤكد مصدر سياسي قريب من محور الممانعة ان حركة اتصالات اللواء ابراهيم في الاونة الاخيرة في الداخل والخارج، جاءت بمبادرة شخصية منه، وليس بتكليف من الحزب. وهو يوظف شبكة صداقاته ومعارفه المحلية والخارجية لخدمة لبنان والمقاومة، ويكمل معالجة ملفات تولاها حينما كان في الامن العام، لا سيما ملف النازحين السوريين وغيره. الا ان دوره هذا يبدو بدأ يزعج البعض ويربكه، خصوصا بعدما خرج الى العلن، اذ كان يُفضل ان يؤديه بعيدا من الاضواء لأن تسليطها عليه طرح علامات استفهام كثيرة حتى ان مسؤولا في الحزب سأل عن الجهة التي كلفته بالمهمة.
ويسأل المصدر في مجال الحديث عن دور اللواء في ملف الرهائن “هل يعقل ان يتخلى الحزب عن ورقة بأهمية الرهائن ويترك امر معالجتها الى ابراهيم مع الاميركيين والاطراف العربية والفلسطينية، في حين يمكن استثمارها وتوظيفها في مفاوضات غير مباشرة مع الاميركيين والحصول على مكاسب وموقع مؤثر في السلطة داخل لبنان وعلى مستوى المنطقة؟ ولماذا يتخلى الحزب عن دوركهذا، وهو العليم بمدى اهتمام الجانب الاميركي والدول الغربية برهائنها؟
تقول اوساط سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان اللواء ابراهيم إن نجح في هذا الملف الى جانب مفاوضين آخرين حكما،وتم الافراج عن الرهائن، سيحقق مكسبا كبيرا جدا ويشكل حالة سياسية في المرحلة المقبلة.من هنا، ثمة من يخشى من نشوء حالة مماثلة قد تؤثر على دوره وموقعه السياسي في المرحلة المقبلة انطلاقا من التنسيق والتعاون القائم بينه وبين كبير مستشاري الرئيس الامريكي ، المتوقعة عودته الى لبنان فورهدوء جبهة غزة لاستكمال تثبيت الحدود البرية مع اسرائيل كما وعد الرئيس نبيه بري حينما زاره.