كتبت بولا الهاشم في “المركزية”:
أكد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان أنّ زيارته إلى لبنان تهدف إلى تجديد التأكيد على موقف “اللجنة الخماسية” بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والاسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية، وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الاطار، مشدداً على أنّه سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف إلى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة. فكيف يقارب “التيار الوطني الحرّ” ملف الشغور في رئاسة الجمهورية، وهل يحمل لودريان معه الحلّ؟ وماذا عن قيادة الجيش بعدما انتفت على ما يبدو امكانية التعيين، فيما يبقى التمديد واردا للعماد جوزف عون؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب غسان عطالله يؤكد لـ”المركزية” أن “التيار” مع إبعاد السياسة عن الجيش وعدم التدخّل بهذه المؤسسة وتركها. فقانون المؤسسة العسكرية واضح وصريح لا يسمح للفراغ بأي شكل من الأشكال. وكما حصل مع كافة الأجهزة الأمنية يمكن أن يحصل في الجيش بشكل طبيعي، ويتمّ الانتقال بسلاسة ويستلم الضابط الأعلى رتبة، ونحيّد السياسة عن الجيش ولا نتسبب بانقسام في البلد، مع أشخاص مع التمديد لقائد الجيش وآخرين ضد. هناك أشخاص يفضلون العمل بهذه الطريقة لمجرد الإغاظة، هذا شأنهم. من جهتنا، نفضّل ألا تكون اختلافات في وجهات النظر وأن يتم ملء الفراغ في الجيش وفقاً لما ينصّ عليه قانون الدفاع الوطني، الذي يقول بأن الضابط الأعلى رتبة يستلم المهام في حال غياب قائد الجيش ورئيس الأركان”.
لستم مع تعيين رئيس للأركان؟ “من يرد إجراء تعيين لرئيس الأركان يمكنه عندها أن يجري تعييناً بالوكالة لقائد جيش، لماذا علينا ايجاد حلول جزئية لأمر معين. في حال أردنا القيام بأمر ما من خارج المنطق، عندها نقوم بذلك على الأساس وليس الوسيط. كما علينا أيضاً أن نحترم رأي وزير الدفاع، لا يمكن تخطيه”.
أما بالنسبة للملف الرئاسي وزيارة لودريان وقبله الموفد القطري ، يؤكد عطالله أن “القطري يعمل بطريقة ممنهجة وجدية أكثر وبمعرفة أكبر لعقلية المسؤولين اللبنانيين، ويعلم كيفية التعاطي مع الملف. فإذا كان من تطور سيحصل، فأظن ان القطري ممكن ان يكون لديه نوافذ حلول، أسرع وأوضح من الفرنسي”، مشيراً إلى أن “القطري يطلب ايجاد مرشح من خارج الاسماء المطروحة اليوم، يكون مقبولاً ومرضياً عليه من الجميع، ولهذا نقول بأن القطري يرى الأمور بنظرة أفضل من الآخرين. على الجميع ان ينظر إلى الأمور بهذه الطريقة”.
ويضيف: “إذا لم نتمكن من الوصول إلى حل، علينا عدم إقفال الأبواب، لأن في السياسة لا يوجد ما يسمى الباب المقفل، وفي المفاوضات على الجميع ان يقدم تنازلات للوصول إلى حلّ”.
نتحدث عن سلة متكاملة؟ “القطري يتحدث عن سلّة متكاملة، تبدأ برئيس الجمهورية وتنتقل إلى الحكومة ومنها الى تعيينات كل الشواغر. وتعود العجلة الى التحرك. اليوم الامور تسير خارج المنطق ولا شيء في مكانه الصحيح”.
هل من حلّ قريب، يجيب عطالله: “إذا تعاطى الجميع مع القطري بشكل ايجابي وصادق، فمن الممكن ان تكون لدينا حلول، لكن إذا كانت لا تزال من أمور مبيّتة والجميع متعنّت في مواقفه، فعندها من الصعب أن يتغير أي شيء”.