تحقيق مانويل مطر:
يعاني المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية (الـAIDS) من الأحكام والاتهامات غير الأخلاقية التي تطالهم، ما يسبب لهم الخوف والقلق الدائم.
وأفادت منظمة الصحة العالمية، بأن فيروس العوز المناعي البشري أي الـHIV، هو عدوى تهاجم جهاز المناعة في الجسم، أما متلازمة العوز المناعي المكتسب أي الإيدز، هي المرحلة الأكثر تقدمًا من المرض.
وفي اليوم العالمي لمرض فقدان المناعة المكتسبة، أشار الأخصائي في الأمراض المُعدية والجرثوميّة الدكتور جلال عبدو في حديث لموقع IMLebanonإلى أن “فيروس الـHIV ينتقل عبر الدم أو الاحتكاك بالسوائل التي يفرزها الجسم أي الحليب، السائل المنوي أو المهبلي أو الشرجي، أو من خلال مشاركة الإبر عبر المخدرات والأدوات الحادة الملوثة بالفيروس”.
وأوضح أن “عوارضه شبيهة بعوارض أي فيروس آخر مثل الزكام تتمثّل بالتعب العام وارتفاع حرارة الجسم”، لافتًا إلى أنه ليس من الضروري أن كل من يعاني من عوارض الزكام يكون مصابًا بالـHIV، فعلى الشخص مراقبة علاقاته الجنسية إن كانت غير محمية.”
علاوة على ذلك، شدد عبدو على أنه “لتجنب الإصابة بالفيروس يجب الالتزام بعلاقات محمية عبر الواقي الذكري والاكتفاء بشريك واحد”.
وأعلن أن “البروتوكول الحالي يتضمن إجراء اختبار سريع أي Rapid Test، وفي حال كانت النتيجة إيجابية، يحتاج المريض إلى إجراء اختبارين إضافيين للتأكيد، وهما اختبار الإليزا “ELISA” واختبار الـPCR، ويعتبر الاختبار الأخير دقيقًا أكثر، حيث يظهر عدد الفيروسات في الدم، بينما يركز الاختبار الآخر على الأجسام المضادة في الدم”.
ولفت إلى أن “العلاج المُعتمد الذي يؤمنه البرنامج الوطني لمكافحة السيدا مجانًا هو الأفضل حول العالم، وهو عبارة عن حبة دواء، هدفه السيطرة على الفيروس لا الشفاء منه”، مؤكدًا أن “من يلتزم بالعلاج يصل لمرحلة لا يعدي فيها خلال الجنس بنسبة 90%، أما الذي لا يتابع علاجه، تتدهور المناعة لديه، ويصاب بفيروسات أخرى تستغل ضعف المناعة وتقتله”.
وتابع عبدو: “نقوم بمحاضرات للتأكيد أن الذي يتعايش مع الـHIV أو الـAIDS “ما بخوّف” ويمكن التعايش معه بشكل طبيعي”، مشددًا على “أهمية ندوات التوعية على الايدز لمساعدة المجتمع على فهم هذا الفيروس وتقبل المتعايشين معه”.
إضافة إلى ذلك، كشف جدول نشرته وزارة الصحة في لبنان عن آخر أرقام المتعايشين مع الـHIV والـAIDS حتى نهاية شهر تشرين الثاني من سنة 2023، مُعلنًا تسجيل 261 إصابة جديدة خلال هذا العام، ما رفع العدد الإجمالي إلى 2731، وتجدر الإشارة هنا إلى ارتفاع العدد مقارنة مع العام الماضي الذي سجل 180 إصابة جديدة.
ويُظهر تقرير وزارة الصحة توزيع الإصابات حسب الجنس، العمر، الهوية الجندرية، كيفية انتقال العدوى وعدد متلقّي العلاج، ويمكنكم الاطلاع على التفاصيل في الجدول أدناه:
بدوره، نصح برتو مقصو، مدير جمعية “Proud Lebanon”، عبر IMLebanon، الأشخاص الناشطين جنسيًا أن “يقوموا بفحوصاتهم الدورية في الجمعيات المختصة ومنها “براود””، متوجّهًا للمتعايشين مع الفيروس قائلًا: “هذه ليست نهاية العالم فالدواء مؤمّن بطريقة مجانية من البرنامج الوطني لمكافحة السيدا ووزارة الصحة، وعلاج الـHIV سهل عبر حبة دواء واحدة يوميًا تُمكّنكم من العيش بشكل طبيعي وهو أقل خطورة من السكري أو غيره من الأمراض”، لافتًا إلى أن “المشكلة تكمن بالستيغما في المجتمع حيث يجب تقبل بعضنا البعض بالرغم من اختلافاتنا”.
وقال برتو: “نعمل على تقدمة الخدمات الصحية منها الفحوصات الطوعية السرية والمجانية لجميع الأشخاص المتعايشين مع الـHIV وجميع الأمراض التي تُنقل جنسيًا ونوزع مواد الوقاية بتعاون ودعم البرنامج الوطني لمكافحة السيدا ونقدم الدعم للأشخاص ونساعدهم على الحصول على الأدوية المطلوبة ونوفّر الخدمات الطبية بطريقة تراعي خصوصيتهم وكرامتهم، وبطريقة مجانية، ونمكنّهم كي يكونوا فعالين في مجتمعهم”، كاشفًا عن تقديم الفحوصات في مراكز الجمعية وعبر العيادات النقالة في مختلف المناطق اللبنانية.
من الضروري جدًا فهم ما يمر به المتعايشون مع الـHIV والـAIDS، وتقديم الدعم المعنوي الدائم لهم بدل الحكم عليهم، ومساعدتهم على الانخراط في المجتمع كأي شخص عادي بدل عزلهم غير المبرّر الذي يُظهر جهل البعض بهذا الموضوع.