كتب عمر البردان في “السياسة” الكويتية:
مع عودة أجواء التوتر للجبهة الجنوبية على مختلف المحاور بين “حزب الله” وإسرائيل، تجددت المخاوف من اتساع نطاق المواجهات الصاروخية بين الطرفين، توازياً مع دعوات إسرائيلية متصاعدة لتغيير الواقع على الحدود الشمالية، ما يؤشر إلى ان جيش الاحتلال على وشك توسيع نطاق حربه على لبنان. وهذا ما ترجم، أمس، وقبله، بتصعيد عسكري كبير في الجنوب، وما تخلله من قصف مدفعي وصاروخي، على جانبي الحدود، نجم عنه استشهاد ثلاثة مدنيين داخل الأراضي اللبنانية.
وفيما أشار “حزب الله”، إلى أنه استهدف مرابض المدفعية الإسرائيلية في موقع خربة ماعر الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية وتمّ إصابتها إصابة مباشرة. كما استهدف “الحزب” موقع الراهب وحاميته، إضافة إلى مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت. وذلك بالأسلحة المناسبة وتمّ تحقيق إصابة مباشرة في الموقعَين.
في المقابل، تعرّض عدد من الأودية في القطاع الاوسط واطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية للقصف الإسرائيلي، بعد ليل سادته أجواء من الحذر في المناطق والقرى المتاخمة للخط الازرق، وتخلله اطلاق القنابل المضيئة وتحليق للطيران الاستطلاعي، كما حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق مناطق عدة في الجنوب على مستوى مخفض خارقا جدار الصوت، بعدما شن سلسلة غارات استهدفت أطراف الناقورة و عيتا الشعب، فيما أغار الطيران المسير على أطراف الجبين.
إلى ذلك، وفي كلمته أمام مؤتمر “كوب 28″، أشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، إلى أن لبنان يواجه عدواناً إسرائيلياً يطال البشر والحجر ويتسبب بسقوط تأثيرات مناخية مكثفة حيثُ تتعرض مناطق واسعة في لبنان من الآثار الشديدة للتدهور البيئي الناجم عن الأعمال العدائية الإسرائيلية المستمرة. ولفت الى الانتهاكات المستمرة بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة مثل الفوسفور الأبيض أدت إلى استشهاد المدنيين وإلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بأكثر من 5 ملايين متر مربع من الغابات والأراضي الزراعية وآلاف أشجار الزيتون.
وفي ظل هذه الأجواء، وفيما سارعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا الى تكرار تحذيراتها من أنّ أي خطأ في الحسابات يُمكن أن يجر لبنان إلى تصعيد يتجاوز جنوبه، مشددة على أن الأجواء بين لبنان وإسرائيل أخطر مما كان عام 2006″، أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى أنه خلال زيارتي الأخيرة لبيروت سمع من قادة المقاومة أن الرد سيكون أشد وأقسى في حال استئناف العدوان وسيجعل العدو يندم.
وفي الإطار، رأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، أنّ المنطقة اليوم أمام مسارين، مسار تراجع في النفوذ الأميركي والإسرائيلي، ومسار تصاعدي أكثر تأثيراً من قبل فصائل المقاومة في المنطقة، لافت إلى أنّ موقف حزب الله بعد استئناف العدوان الأميركي والإسرائيلي على غزة، هو نفسه، كان ولا يزال وسيبقى في الموقع المتقدّم في نصرة أهل غزة. وأشار قاووق، إلى أن العدو المهزوم والمأزوم، يحاول أن يحقق مكاسب في هذه المرحلة على حساب السيادة اللبنانية، وهناك من يروّج للمطالب والأهداف الإسرائيلية من الداخل والخارج، فيطالبون بتعديل القرار 1701، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود بهدف تطمين المستوطنين الذين يخافون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود، ولكن على هؤلاء المراهنين أن ييأسوا، فحزب الله لن يسمح بأي مكسب إسرائيلي وبأي ومعادلة إسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية.
في غضون ذلك أعتبر رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، كلام وزير الخارجية الإيراني عن رد المقاومة بأن تدخلًا سافرًا بالمسرح اللبناني وتحريض وتعريض لبنان لخطر العدوان فيما بلاده تغسل يديها من الحرب الدائرة.
إلى ذلك، وفي حين عاد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بلاده بخفي حنين، إثر فشل جولة لقاءاته اللبنانية الرابعة، لفت عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية الى ان لودريان كان واضحا فيما يخص التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف قائلا إنه تحدث باسم المجموعة الخماسية وليس باسم فرنسا منفردة. وقال، “معلوماتي ان موفداً قطرياً آت الى لبنان لاكمال المسعى الخماسي وتحريك الملف الرئاسي وهو يبحث باسم اللواء الياس البيسري لان باسيل لا يضع فيتو عليه والعلاقة معه “هينة” وخلفيته مناقبية عسكرية ولا مشكلة لدينا اذا كان هناك توافق عليه ان نصوت له”، مشيراً إلى أن هناك محاولة جدية لمحاولة انتخاب رئيس قبل نهاية السنة وأصبح التمديد عامل ضغط في هذا الاتجاه.
واعتبر المطران الياس عودة، أن “الدولة بالنسبة للمواطنين هي الملاذ والحماية، وواجبها السهر على راحتهم وأمانهم ومستقبلهم. واجب الدولة تأمين الحياة الكريمة لأبنائها ورعايتهم رعاية الأم المحبة لأولادها، لكن دولتنا استقالت من واجباتها منذ عقود وتركت أمر المجتمع للجمعيات والمساعدات. حتى انتخاب رئيس للبلاد يتطلب عندنا سنة وسنتين وجهودا مضنية، فيما يشكل في البلاد الديمقراطية عملا طبيعيا، بل واجبا يقوم به النواب من أجل ضمان سيرورة البلد”.