كتب يوسف فارس في “المركزية”:
فيما العالم منصرف الى متابعة حرب الابادة الاسرائيلية على الفلسطينيين في غزة والعمل لتجنيب لبنان ويلات المعركة وعدم الانجرار اليها، برز على سطح الساحة السياسية المحلية بعض المحاولات الخجولة يجري التمهيد لها لاعادة تحريك الملف الرئاسي استنادا الى معلومات واجواء تفيد بان قطر تنوي استئناف تنشيط الاتصالات حول هذا الاستحقاق بعد وقف الحرب على غزة والتوصل الى حل للقضية الفلسطينية بعدما حققت نجاحا جزئيا في الوساطة التي قادتها للافراج عن الاسرى لدى حركة حماس مقابل الافراج عن اسرى ومعتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية وزيادة تزويد غزة بالمساعدات والوقود.
من المؤكد ان لم تبرز بعد اشارات واضحة وعلنية حول موعد استئناف هذا التحرك القطري المدعوم من اللقاء الخماسي، لكن الجديد في الموضوع ان الدوحة، على ما علم من وفدها الذي زار بيروت أخيرا، قد استبدلت طرح اقتراح انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون بما تصفه مرشح الخيار الثالث المتمثل بالمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وبحسب المعلومات فان الدوحة تركز على البيسري اخيرا لاعتقادها ان خيار البيسري ربما يسهل مهمتها اكثر، باعتباره لا يواجه اعتراضات حادة ويمكن ان يشكل خيارا ناجحا.
النائب بلال الحشيمي اذ يؤكد لـ”المركزية ” صحة ما يقال عن طرح الوفد القطري الذي زار بيروت اللواء البيسري كخيار ثالث، يرى ان الملف الرئاسي لا يزال بعيدا عن التحقق على رغم التقاء الفرنسيين والقطريين على الخيار الثالث كون حل الموضوع بيد حزب الله المتمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولا يقبل التنازل عنه لملاقاة الفريق المعارض في منتصف الطريق.
ويتابع: ان الحظوظ الرئاسية لقائد الجيش العماد جوزف عون قد تراجعت على ما اكد الموفد الرئاسي الى لبنان جان ايف لودريان الذي، طرح الذهاب الى مرشح مقبول من المكونات السياسية كافة. قائد الجيش مرفوض حتى التمديد له من قبل التيار الوطني الحر وهذا يشكل عقبة أساسية على طريق وصوله الى بعبدا. نحن كمكوّن سني لا مشكلة لدينا في انتخاب الرئيس الذي يحظى بتأييد الفريق المسيحي، اضافة بالطبع الى قبول عربي وغربي لان رئيس الجمهورية العتيد اذا لم يتوفر له الغطاء المحلي والخارجي لن يستطيع تحقيق شيء على ما تظهر خلال العهد الاخير.
ويختم لافتا الى ان الاستعصاء الداخلي في انتخاب رئيس الجمهورية سيقودنا اخيرا الى توافق الخماسية على الشخص المطلوب لقيادة مسيرة النهوض بالبلاد وفرض انتخابه على الداخل اللبناني كما كان يتم في العهود السابقة.