كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
لم تكن حركة حماس تتوقع على ما يبدو، ان يقف الداخل اللبناني بمعظم مكوناته واطيافه، في وجه قرارها تشكيل تنظيم لنصرة غزة، انطلاقا من لبنان. فسارعت الثلثاء الى “لملمة” ذيول البيان الذي اصدرته الاثنين والذي كان يحمل في طياته، دعوة واضحة الى الانخراط في المواجهة “العسكرية” مع الاسرائيليين، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
الحركة “لحست” بيانها، على لسان ممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي، الذي قال إن “طلائع طوفان الأقصى” التي أعلنت الحركة تأسيسها، ليس تشكيلا عسكريا من أجل استيعاب مقاتلين وتدريبهم للانخراط في صفوف المقاومة المسلحة، وإنما هي إطار شعبي تعبوي فقط من أجل استيعاب الشباب الفلسطيني”. وأضاف “طلائع طوفان الأقصى، فكرة نشأت من بعد معركة طوفان الأقصى، وقد لاحظنا أن الشباب الفلسطيني أقبل على حركة حماس متأثرا ببطولات المقاومة وكتائب الشهيد عز الدين القسام في غزة، وبناء عليه ارتأينا أن نستوعب الشباب لبناء شخصياتهم وطنيا ودينيا وقيميا وبدنيا”.
اللافت وفق المصادر، ان القوى السياسية المحلية اصدرت تباعا بيانات تدين استباحة السيادة اللبنانية او اطلقت مواقف في هذا الخصوص، حتى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رفض “الطلائع”. وقال ردا على سؤال عن اعلان الحركة: هذا الامر مرفوض نهائيا ولن نقبل به، علما ان المعنيين عادوا واوضحوا اليوم ان المقصود ليس عملا عسكريا.
المواقف لم تأت من “المسيحيين” فقط الذين اكتووا من تجربة “فتح لاند”، بل من اطراف سنية ايضا، في تطور لافت في موقف الطائفة. فقد دان النائب فؤاد مخرومي من بكركي، “الطلائع”، واعتبر النائب اشرف ريفي ان التنظيم “خطأ جسيم”، مطالبا بـ”العودة عنه، لأنه يعيد ذاكرة لا يجب أن تُستعاد، وهو يضر بالقضية الفلسطينية لمصلحة محور الممانعة الذي يتاجر بها”. وقال “النضال مكانه الأرض المحتلة وانتفاضة الحجارة خير شاهد، والهدف الذي يدعمه اللبنانيون جميعاً هو دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة… بدوره، عبر الرئيس فؤاد السنيورة في بيان عن “استغرابه الشديد واستهجانه لبيان “حماس” لافتا “عناية الاخوة الفلسطينيين الى ان الشعب اللبناني، كان ولا يزال يقف من دون تحفظ الى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته المحقة لاستعادة حقه وارضه، بالوسيلة التي يختارها الشعب الفلسطيني. لكن أي تفكير بعودة الإخوة الفلسطينيين إلى العمل المسلح انطلاقا من لبنان، هو مسألة غير مقبولة ومرفوضة (…)”.
وحدهما، حركة امل وحزب الله التزما الصمت، تتابع المصادر. ربما لان تنظيم حماس المفترض، ما كان ليولد لولا غطاء الطرفين وتحديدا غطاء الحزب، له، حيث يعتبر الاخير مع الاسف، ان لبنان مجرد ساحة، ولا يعير اي اعتبار لوجود دولة وجيش، فيه. وهنا، السؤال الذي يفرض نفسه، هو عن موقف حلفائه في الداخل من هذا السلوك، خصوصا ان بيان تكتل لبنان القوي منذ يومين “رفض اي عودة للعمل الفلسطيني المسلَّح انطلاقاً من أرض لبنان كما رفض تحويل ارضه الى صندوق بريد لإيصال الرسائل بين الجهات الخارجية على اختلافها “… لكن لحسن الحظ، تختم المصادر، أحبطت الوحدة الداخلية محاولة جديدة لتكرار سيناريو العام الـ1969 المرّ.