جاء في “نداء الوطن”:
في مرحلة معقّدة يمر فيها لبنان، ولا سيما جنوبه، جاء إعلان زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للجنوب اليوم، على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، للتضامن مع أهله، وللتعبير عن «التعاطف مع الجنوبيين والنازحين»، كما ورد في الإعلان. والزيارة تعني بوضوح وضع الجنوب عملياً «في قلب لبنان»، والتأكيد على أنّ الجنوب هو «لكل لبنان»، وخارج الاصطفافات والتصنيفات.
وانطلاقاً من الأبعاد التي تكتسبها زيارة الراعي، أتت التطورات الاقليمية والدولية لتشير الى أنّ الجنوب على مشارف اتصالات سبق لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن المح اليها أول من أمس. فقد أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ «واشنطن تدرس إمكانية التوصل إلى تسوية بين إسرائيل ولبنان في شأن الحدود» بين البلدين.
ولفتت الى أنّ المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين «يعمل على إبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد». وأشارت الى أن «تسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أيضاً، أنّ «الهدف من الاتفاق المحتمل هو إبعاد «حزب الله» بشكل دائم عن الحدود».
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت، قال «سنُبعد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استناداً إلى القرار الأممي 1701». وأضاف: «إذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية، فإنّ إسرائيل ستتحرّك عسكريّاً لإبعاد «حزب الله» عن الحدود».
وجاء كلام الوزير الاسرائيلي خلال لقائه رؤساء البلديات والمجالس الواقعة قرب الحدود اللبنانية في الشمال. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، أنّ غالانت «وعد» مستوطني الشمال الذين أجلوا منذ بدء المناوشات الحدودية المتكررة منذ تشرين الأول الماضي، في ظل الحرب ضد «حماس»، بأنهم «لن يعودوا إلى ديارهم حتى طرد منظمة «حزب الله» المدعومة من إيران الى شمال نهر الليطاني». وكان غالانت التقى المستوطنين في مستوطنة نهاريا الحدودية، ووصف الإعلام الاسرائيلي اللقاء بأنه كان «متوتراً»، وقال: «لا نريد الحرب». ثم هدّد: «يستطيع كل شخص في لبنان أن يأخذ الخريطة، وينظر إلى الصورة الجوية لغزة، ويتخيّلها على الصورة الجوية لبيروت، ويسأل نفسه، إذا كان هذا هو ما يريد أن يحدث هناك».