كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
سجّل رؤساء بلديات القرى المسيحية الممتدّة على طول الحدود الجنوبيّة، عتبهم، وهو بقدر محبتهم، على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي خصّ مدينة صور بزيارة دعم لأبناء الجنوب، بدلاً من أن تكون للقرى الحدودية، ليكون على تماس مباشر مع سكانها الصامدين. ومما لا شكّ فيه أنّ الزيارة حملت في طياتها أبعاداً إنسانية ومعنوية لافتة، فيما تتعرّض القرى الحدودية لقصف إسرائيلي مركّز.
يقول رئيس بلدية دبل خليل حنّا إنّ الزيارة في مضمونها «مهمّة وبادرة جيدة من غبطته»، متمنّياً «لو أتى البطريرك إلينا ليشجع الناس ويدعمهم على الصمود».
قلّة من أبناء القرى المسيحية تسنى لها النزول إلى صور للقاء الراعي، بسبب الأوضاع الأمنية. ما يحتاج اليه الأهالي وفق حنّا «ليس مساندة معنويّة فحسب، بل ماديّة أيضاً، وهي غير متوفّرة لدى الناس». ويشير إلى أنّ «القرى الحدوية وتحديداً دبل ينقصها الكثير. معظم أهاليها بلا عمل بسبب الحرب».
يتفق مع حنا الأب جورج العميل من بلدة رميش على ضرورة أن يرفق الصمود بالدعم المادّي. كان من الصعب على أبناء رميش ملاقاة الرّاعي، ثلاثة فقط وصلوا إلى صور: كاهنان وممثل عن جمعية «كاريتاس»، تبعاً للأب العميل الذي كان يتمنى زيارة الراعي في فترة الهدنة، خصوصاً أنّها كانت مقرّرة مسبقاً، مردفاً: «كان تسنّى للراعي زيارة رميش ودبل وعين أبل وكل القرى الحدودية ولقاء أبناء رعيته مباشرة». عتب العميل ليس على الراعي، بل على مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك «لأن مسؤولية ترتيب الزيارة تقع عليه»، داعياً المجلس للضغط على الدولة والحكومة لإيجاد حلّ سريع للأزمة، «لأنه إذا كانت هناك مشكلة حدود فليتم العمل على حلّها سريعاً، كي نتمكن من العيش بسلام».
وكان رؤساء البلديات الثلاث (دبل، عين إبل، رميش) قد استَبَقوا زيارة البطريرك الراعي ببيان تمنّوا فيه أن تكون الزيارة للقرى الصامدة. ويقول رئيس بلدية علما الشعب جان الغفري إنّ «للزيارة بركة لصمودنا»، غير أنه كان يأمل أن يزور قرى «الخط الأزرق» ومن ضمنها علما الشعب ليطّلع على حاجات أهلها ويدعم صمودهم وليس معنويّاً فقط، خاصة أنها تعرضت منذ بداية الحرب للقصف العنيف».
من جهّته، يؤكّد رئيس بلدية برج الملوك إيلي سليمان أنّ «زيارة الراعي سياسية أكثر منها دعماً للصمود»، مطالباً بأنّ «يدعم طلاب المدارس في أقساطهم ويدعم الأهالي في توفير المازوت في فصل الشتاء». ويقول: «هكذا يدعم الصمود، ليس في الصلاة والدعاء فقط».