كتب قاسم قصير في “أساس ميديا”:
في اللقاءات الخاصة مع المسؤولين في الحزب بعيداً عن الإعلام تبدو الصورة لديهم أكثر وضوحاً حول التطوّرات الداخلية والخارجية، ويتمّ الحديث بكلّ صراحة بعيداً عن الحسابات التقليدية.
فكيف يقوِّم المسؤولون في الحزب المعركة في قطاع غزة والضفة الغربية؟ وإلى أين تتّجه التطوّرات في الأيام المقبلة؟ وماذا عن الجبهة الجنوبية وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين والرسائل الغربية؟ وماذا عن مصير القرار 1701 وانتشار مقاتلي الحزب في المناطق الواقعة جنوب الليطاني؟ وما دور فرقة الرضوان؟ وماذا عن التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون؟
حول التطوّرات في قطاع غزة والضفة الغربية ودور المقاومة يؤكّد المسؤولون في الحزب أنّ المعلومات المتوافرة لديهم من قادة المقاومة أنّه على الرغم من كلّ التدمير في قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء واستهداف المدنيين وممارسة كلّ أشكال الإجرام من قبل العدوّ الإسرائيلي، فإنّ المقاومين لا يزالون صامدين وقادرين على مواجهة العدوّ لفترة طويلة، وأنّ المعارك الجارية اليوم تؤكّد قدرة المقاومين وسيطرتهم على الميدان، ولهذا يندفع العدوّ للتنكيل بالمدنيين، وأنّ المعركة مفتوحة على كلّ الاحتمالات ما دام هناك غطاء أميركي ودولي لاستمرار العدوّ الإسرائيلي في عدوانه، وأنّه لا يمكن لأحد تحديد أفق المعركة ونهاياتها ومساراتها السياسية والميدانية حتى الآن.
عن الجبهة الجنوبية ودور الحزب وتهديدات العدوّ يجيب المسؤولون: “المعركة على الجبهة الجنوبية مستمرّة وتتطوّر كمّاً ونوعاً، وهناك إصابات كثيرة في صفوف العدوّ لا يتمّ الإعلان عنها، والخسائر العسكرية والاقتصادية في الجانب الإسرائيلي كبيرة جداً، والأوضاع مفتوحة على كلّ الاحتمالات، وقد يندفع العدوّ الإسرائيلي لشنّ عدوان واسع على لبنان، ونحن جاهزون لكلّ الاحتمالات، ولن نخضع لأيّ تهديد، وقوات الرضوان موجودة في جنوب لبنان ولن تترك مواقعها، وما دامت الحرب في قطاع غزة مستمرّة فالجبهة الجنوبية ستظلّ مشتعلة، ولسنا معنيين حالياً بكلّ ما يحكى عن القرار 1701، والعدوّ الإسرائيلي هو من خرق هذا القرار طوال السبعة عشر عاماً الماضية آلاف المرّات، وهو المطالَب بتطبيقه حالياً، ولن يتمّ البحث بأية ترتيبات جديدة على الحدود ما دامت الحرب على غزة مستمرّة، وبعد توقّف القتال في فلسطين فلكلّ حادث حديث”.
يشيد المسؤولون في الحزب بالمواقف التي أعلنها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته الجنوب، ويؤكّدون أهمية هذه الزيارة ودعمهم للجهود التي تبذَل لعقد القمّة الروحية، ويشيرون إلى أنّ الاتصالات مع بكركي ومع كلّ المرجعيات الدينية مستمرّة، وأنّ هناك حوارات حول كلّ الموضوعات، ولا سيما تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة العدوّ الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي، ويشدّدون على أهمية تظهير المواقف اللبنانية الوطنية والوحدوية في مواجهة هذا العدوّ.
إلى ذلك يعبّر المسؤولون في الحزب عن ارتياحهم الكبير للتضامن الوطني الذي برز خلال التعازي بنجل النائب محمد رعد الشهيد عباس، سواء من خلال الزيارات للتعزية أو المواقف أو المقالات أو برقيات العزاء، ويعتبرون أنّ ذلك نوعاً من الاستفتاء الوطني لدعم خيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، وأنّ قضية فلسطين هي القضية التي تجمع اللبنانيين والعرب والمسلمين والمسيحيين وكلّ أحرار العالم، وأنّ المسؤولية الوطنية تدعونا اليوم لتجاوز كلّ الخلافات والتعاون جميعاً في مواجهة العدو الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.