كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، يرفض حزب الله رفضا قاطعا الدخول في مفاوضات للبحث في أي جانب من جوانب القرار 1701… في المبدأ، أي بحث فيما يحكى عن تعديل أو إحياء لهذا القرار في مرحلة لاحقة بعد توقف العدوان لن يتضمن وفقا لأدبيات الحزب ما يطالب به الجيش الإسرائيلي من انسحاب مقاتليه الى ما وراء نهر الليطاني… من هنا، نقل للموفدين الدوليين وللجهات اللبنانية المعنية قرار الحزب النهائي بعدم إعطاء الجيش الإسرائيلي أية ضمانات سياسية وأمنية يريدها لإعادة مستوطنيه الى الشمال.
على هذا الأساس، عاد الوفد الفرنسي خالي الوفاض من لبنان، رسائل التهديد التي نقلها مدير المخابرات الفرنسية برنارد ايميه الى صديقه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والتي نقلها بدوره الى حزب الله لم تجد لها آذانا صاغية في الضاحية، فجنبلاط وايميه ومعهم واشنطن باتوا على علم بانه طالما الحرب في غزة مستمرة فان الكلمة في الجنوب ستبقى للميدان، وبالتالي قبل توقف العدوان، لا يجد الحزب نفسه معنيا بهذه الرسائل أو بالردّ عليها أو تقديم إجابات أو توضيحات لأية جهة.
غير ان رسالة التهويل والترهيب الفرنسية التي نقلها جنبلاط لوفد حزب الله، لم تأتِ ببند واحد فقط يتعلق بالقرار 1701 أو بالتحذير من تسخين الأمور على الجبهة الجنوبية مما يؤدي الى حرب كبرى، بل تضمنت تمنيات أكثر منها تهديدات بعدم السماح للفصائل الفلسطينية بالتواجد في مناطق العمليات على الجبهة الجنوبية أو المشاركة في المواجهة… كان جنبلاط وفقا لمصادر مطّلعة على أجواء اللقاء حريصا جدا جدا على إبلاغ ضيوفه ضرورة أن تبقى المقاومة رأس الحربة والجهة الوحيدة التي تتولى زمام المواجهة في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة، وهذا المطلب وفقا للمصادر مطلبا فرنسيا – أميركيا، ويشكّل القاسم المشترك الوحيد بين الفرنسيين والأميركيين فيما يتعلق بكل ما يُحكى عن تعديلات أو تطبيق للقرار ١٧٠١… وفي هذا السياق تحديدا، حسمت مصادر دبلوماسية ان لا نيّة دولية لإدخال تعديلات على ١٧٠١، بل هناك مساعٍ أميركية لإحياء هذا القرار والتوصل الى تسوية لتطبيقه بالكامل، كاشفة عن عدم وجود تنسيق فرنسي مع واشنطن حول الرسائل التي نقلتها باريس مؤخرا الى جهات لبنانية بينها حزب الله.
صحيح ان حزب الله ترك الأمر كله للميدان وربط موقفه مما يحكى عن تسويات أو مفاوضات حول ١٧٠١ بوقف العدوان على غزة، إلّا ان الأصح هو إصرار حزب الله كما أبلغ جنبلاط وكل القوى السياسية اللبنانية بان إسرائيل لا تزال تحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وان خروقاتها اليومية لهذا القرار لم تتوقف، وان عدوانها مستمر على الجنوب اللبناني، وبالتالي يمكن القول ان رسالة الحزب للمطبّلين وللسائرين في ركب التهويل بالحرب إذا لم تنفذ شروط الجيش الإسرائيلي بانسحاب المقاومة الى ما وراء الليطاني: حزب الله لن ينسحب وإسرائيل هي التي تخرق هذا القرار وهي من عليها تطبيقه حتى لا تقع الحرب.
وعلى الهامش، أبلغ جنبلاط حزب الله رفضه القاطع تسلم رئيس الأركان قيادة الجيش، وبالتالي لن يتم تعيين رئيس جديد للأركان قبل أن يتم التمديد لقائد الجيش جوزف عون.