Site icon IMLebanon

ما يجمع إيران وإسرائيل

كتب أحمد عياش في “نداء الوطن”:

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الاثنين الماضي كلاماً عن «حل الدولتيّن» في قطر، لم ينشر بكامله في إيران. ففي خلال مشاركته عبر الفيديو في حوار مفتوح ضمن فعاليات «منتدى الدوحة»، سئل عبد اللهيان عن رؤية بلاده لحلّ القضية الفلسطينية، فأجاب أنّ بلاده ترفض «حلّ الدولتيّن» وهي المبادرة التي تقدمت بها الدول العربية في قمة بيروت 2002. وقال: «إنّ الشيء الوحيد الذي يجمع إيران وإسرائيل هو أنهما لا تؤمنان بحل الدولتَين».

وبعد مرور 48 ساعة على المنتدى، بدأت وسائل الاعلام الرسمية في ايران تنشر ما صرّح به وزير الخارجية. وجرى تعميم مقطع جديد لما قاله عبد اللهيان في «حل الدولتَين»، وجاء فيه كما ورد في وكالة «أنباء فارس» مثل سائر وسائل الاعلام الإيرانية: «إنّ «اسرائيل» لا تريد حل الدولتين بل تريد تهجير أهالي غزة قسراً إلى مصر، وتهجير أهالي الضفة إلى الأردن…».

قال عبد اللهيان ما قاله. وستبقى عبارة «أن الشيء الوحيد الذي يجمع إيران وإسرائيل هو أنهما لا تؤمنان بحل الدولتين»، قائمة ولو جرى حذفها في ايران. وهذه العبارة تعني الكثير في هذه المرحلة الصاخبة في المنطقة والعالم.

من يتابع تصريحات وزير الخارجية الإيراني وآخرها في جنيف، لا يفتهُ تنصّل طهران من صلتها بحرب غزة ومواجهات جنوب لبنان وصولاً إلى البحر الأحمر. حتى أنّ الأسلحة التي يستخدمها «حزب الله» في الاشتباك المستمر مع إسرائيل، يأتي بها من «السوق الأوكرانية»، وفق ما صرّح به عبد اللهيان.

يُفهم من تصريحات المسؤول الإيراني أنّ ما «يجمع» طهران وتل أبيب يتجاوز «عدم الايمان بحل الدولتَين». ولا يستهان هنا بتكرار ايران «براءتها» مما جرى بعد 7 تشرين الأول الماضي ولا يزال. الأمر الذي يعني أنّ هناك كلاماً عما يجمع ولا يفرّق بين البلدَين اللدودَين منذ قيام الجمهورية التي أسسها الخميني عام 1979.

ما زلنا نتذكر قضية إيران كونترا (Iran–Contra affair)‏، والتي تتعلق بالسلاح الإسرائيلي الذي ارسل إلى ايران عام 1985. وأحدث هذا السلاح فارقاً في الحرب العراقية – الإيرانية لمصلحة طهران. وفي هذه القضية عبرة التلاقي بين الأضداد ولو بدا أنّهم لا يتلاقون. فهل هناك وراء أكمة كلام عبد اللهيان قبل أيام ما وراءها؟

هناك من يعتقد أنّ تفاهماً ما سيرى النور بين الإيرانيين والأميركيين سيكون مؤثراً على جنوب لبنان الغارق في لجّة العنف المجهول. وما تردد أخيراً عن «عرض» إسرائيلي يجري تسويقه لتطبيق القرار 1701، يتصل بهذا «التفاهم». ولو مضينا في هذا الاتجاه، سيتبيّن أنّ تشدد «حزب الله» في آخر لحظة في موضوع التمديد لولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، هو من قبيل «إشتدي» في المواقف قبل «الانفراج» في عودة الهدوء إلى جبهة الجنوب.

في أي حال، لا بد من الحذر في البناء على ما لا يزال تكهنات. والأمر الثابت هنا أنّ هناك الكثيرين في تطورات المنطقة مأزومون. وفي مقدمة هؤلاء إسرائيل وايران. لننتظر ونرَ كيف سيتدبر هذان المأزومان أمرهما.