IMLebanon

مساعي واشنطن لترويض تل ابيب عسكريا وسياسيا.. مستمرة!

كتبت لورا يمين في المركزية:

توجه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان امس الجمعة إلى الضفة الغربية حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه أمس المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته لإسرائيل… وفي مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب قبل التوجه الى الضفة الغربية، قال سوليفان إن زيارته لإسرائيل تهدف “لتأكيد دعمنا لها”. وأكد أن المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين “كانت بناءة بشأن العمليات في غزة”، مضيفاً أنه ركز خلال المحادثات في إسرائيل على “ضرورة تحول العمليات لتكون أقل حدة”. ورأى أن إسرائيل “لا يمكنها إعادة احتلال غزة على المدى الطويل”، مؤكداً أن الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من شمال غزة يجب أن يتمكنوا من العودة لبيوتهم. واذ شدد على “ضرورة حل الدولتين”، قال إن “يجب أن تنتقل السيطرة على غزة إلى الفلسطينيين ويتعين العمل على ذلك وفق جدول زمني”، مضيفاً أن “السلطة الفلسطينية يجب أن تقوم بعملية إصلاح وسنكون شريكا لها.. نحن نعتقد أن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى التجديد لتمثيل شعبها”.

في موازاة هذه المواقف الاميركية، قال موقع “أكسيوس” الإخباري إن سوليفان أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعضاء مجلس الحرب بأنه يتعين أن تنتقل الحرب على غزة إلى “المرحلة التالية الأخف شدة خلال أسابيع، وليس أشهر”، وذلك خلال اجتماع أجراه معهم الخميس، بحسب مسؤولين أميركيين وآخر إسرائيلي. وفي هذا الصدد، أشار تقرير “أكسيوس” إلى أن المسؤولين بإدارة بايدن يرون أن انتقال الاسرائيلي1ين نحو عمليات عسكرية أقل حدة سيؤدي إلى تراجع عدد الشهداء المدنيين والمصابين، وسيسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلاً عن تقليص إمكانية انتقال الحرب لخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مسؤول أميركي كبير لـ”أكسيوس” إن سوليفان أكد بوضوح خلال كل الاجتماعات أن العمليات العسكرية في شكلها الحالي يجب أن تنتقل إلى المرحلة الأخف شدة خلال أسابيع وليس أشهر، مضيفاً “هذه ليست مهلة ونحن ندرك أن الحملة (الحرب على غزة) ينبغي لها أن تستمر وستستمر، لكن بوتيرة أخف”.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فإن زيارة سوليفان تأتي لتكمل سلسلة الرسائل التي نقلها وينقلها دبلوماسيون اميركيون الى تل ابيب منذ 7 تشرين، غير انها تحمل، مرة بعد مرة، وضوحا اكبر ودفعا اقوى نحو وقف الحرب. فسوليفان طلب الانتقال الى مرحلة حصر الضربات الاسرائيلية، وبالتوازي، جدد التمسك بحل الدولتين وبـ”الشرعية” الفلسطينية وإن طلب “تجديدها”… وفي وقت يعتبر نتنياهو وحكومته ان الحرب ستستمر اشهرا، واذ يوجّهان سهامهما الى “اتفاقية اوسلو”، تسعى واشنطن اليوم الى “عقلنة” تل ابيب وترويضها وعقلنة مخططاتها. الحرب يمكن ان تستمر لكن شرط ابعاد المدنيين، كما ان السلطة الفلسطينية شريكة، في رأي واشنطن، في اي تسوية سياسية مستقبلية، قوامها “حل الدولتين”، بالتالي لا يمكن اعادة المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية الى النقطة صفر، كما يريد نتنياهو..

فهل ستلقى هذه النصائح آذانا صاغية في تل ابيب هذه المرة؟ وهل سنشهد تطويقا لـ”الهمجية” الاسرائيلية عسكريا وللتطرف “سياسيا”، في المرحلة المقبلة؟