أكّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “مهندس الانتصار عبر التمديد لقائد الجيش أمس هو الدكتور سمير جعجع”، مضيفاً: “بسبب المصلحة الوطنية العليا قرّرنا أن نخوض هذه المعركة الصعبة، رغم أن النتيجة حتى الدقائق الأخيرة لم تكن مضمونة. أما رفيقنا وزميلنا جورج عدوان، فكان المايسترو الذي تولّى التواصل مع كافة الافرقاء بنظافة وشفافية لتأمين التصويت بالشكل الذي تمّ. كنا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تحقيق الهدف لمصلحة لبنان وإما الفشل مع انعكاساته الخطيرة على لبنان والمؤسسة العسكرية. رفعنا التحدي وحققنا الانجاز”.
وفي مقابلة عبر “لبنان الحرّ”، أشار إلى أنّ “هناك ٤ عناصر كان باستطاعتها عرقلة التمديد لقائد الجيش وهي: “حزب الله” و”حركة امل” والرئيس نجيب ميقاتي و”التيار الوطني الحر”، لذا كان لدى “القوات اللبنانية” حرص على عدم تكتل “الرباعي” ضد التمديد وخصوصاً عبر محاولة التمديد في مجلس الوزراء دون المرور بوزير الدفاع ما يسهّل الإطاحة بهذه الخطوة في مجلس شورى الدولة”.
وأضاف: “كانت هناك عناصر عدة غير واضحة في هذه المعركة، ولكننا قمنا بواجباتنا ولم نخف من الفشل”، قال بو عاصي: “كثر قالوا “جرّكم الرئيس بري لتأمين النصاب لجلسة ذات جدول اعمال فضفاض. لكن الحقيقة أننا رحنا طوعاً لتأمين مصلحة وطنية عليا. فأربعة أسباب دفعتنا للتمديد للعماد جوزاف عون: 1- غياب رئيس الجمهورية، 2- واقع المنطقة المتفجّر والحرب في غزة وجنوب لبنان، 3- تمّتع عون بالخبرة وليس فقط الكفاءة و4- أن عون غير مرتبط سياسياً بأحد بل ملتزم فقط بالجيش اللبناني”.
كما لفت بو عاصي الى ان من مصلحة “حزب الله” ان يكون هناك قائد جديد للجيش، من حيث المضمون يدين له بالولاء ومن حيث الشكل يرضي عبره جبران باسيل”، مضيفاً: “ما شهدناه بالامس في هذا الملف يعكس على ما أعتقد شرخاً بين “الحزب” و”أمل”، فلو كانا يقومان بلعبة توزيع ادوار لما ذهبوا بعيداً في لعبة النصاب الذي تأمّن بشق النفس”.
كذلك، وجّه التحية الى الحزب “التقدمي الاشتراكي” ورئيسه النائب تيمور جنبلاط على أدائه أمس حيث أعطى الأولوية للمصلحة الوطنية على حساب إقتراحه بتعيين رئيس الأركان وهو عرفاَ ضابط درزي، معتبراً أن “هذا الامر برأيي ضروري، إذا لا يجوز وجود فراغات بهذا المستوى في قيادة الجيش”. ومؤكّداً انه “لا يدعو لذلك كعربون شكر للاشتراكي بل لاستمرار انتظام عمل المؤسسات”.
وعما إذا كان العماد عون سيصبح بعد الدور الذي لعبته “القوات” كرأس حربة في التمديد ملتزماً بها، أجاب: “أعوز بالله. جوزاف عون أثبت خلال ٦ سنوات ان ولاءه فقط للوطن والمؤسسة العسكرية. نحن كقوات لبنانية نتمنى منه ألا يكون لديه اي ولاء تجاهنا لا بل ان يستمر بنهجه كرجل دولة”.
تابع: “افتح هلالين لأذكّر ان كلام باسيل عن الولاء وخيانة الامانة وهجومه على قائد الجيش ينمّ عن جهل سياسي وفقدان الحد الادنى من الوعي، لأن ذلك يعني انه يسعى لإيصال قائد جيش يكون أداة طيّعة بين يديه. جبران باسيل لم يكن في حساباتنا و”آخر همنا”. في الاساس هو خارج المعادلة، لأنه كان يحاول فرط عقد جلسة مجلس الوزراء وكذلك تطيير النصاب في جلسة مجلس النواب. لا بل تفوّه بكلمات غير معقولة ولا مقبولة”.
بو عاصي روى في هذا الاطار عن المحامي الفرنسي العظيم روبير بادينتير الذي كان له دور اساسي في إلغاء عقوبة الإعدام في فرنسا. أشار الى ان الرئيس فرنسوا ميتران إستدعاه ليبلّغه بأنه عيّنه وزيراً للعدل، فما كان بادينتير إلا ان شكره قائلاً: “بعدما أصبحت وزيراً للعدل، أنا ملزم نحوك بواجب نكران الجميل”.
بو عاصي ختم الحديث عن جلسة امس بالقول: “سنستمر بالتواصل كما حصل بالامس – وليس بالحوار الذي إعتاد عليه اللبنانيون سابقاً – من اجل التوصل لفتح مجلس النواب وانتخاب رئيس. فأخطر ما يواجهه لبنان هو إقفال المجلس ليس بوجه النواب بل بوجه اربعة ملايين لبناني”.
ورداً على سؤال لماذا يسارع بو عاصي الى التعليق على مواقف باسيل، أجاب: “صوت جبران باسيل صارخ لا نستطيع ألا نسمعه، لكنه صوت نشاذ و”توِلول” لذا اعلّق عليه. جبران باسيل يصنع بشكل دوري تمثالاً له ويبدأ بتقبيل يديه. إنه مصاب بجنون العظمة megalomanie . كما يصنع عدواً ويحاول الترويج ان حرب كونية ضده وهذه مزحة. أنه يستنسخ هذين الامرين عن عمه ميشال عون copy – past، لكن الظروف تغيرت عن مرحلة الثمانينات كما ان باسيل لا يمتلك وزناً لإقناع الناس”.
وتابع: “الجيش اللبناني وفق جينات “التيار الوطني الحر” كان دوماً أداة له، وهذا ما قام به ميشال عون عام 1988 و”فوّت الجيش والبلد بالحيط”. عبارة “خان الأمانة” التي أطلقها باسيل بحق جوزاف عون تعكس سوء نيته وإنتفاء أي حس بمنطق المؤسسات”.
وعن إستعادة قانون استقلالية القضاء الى الحكومة، قال: “يا عيب الشوم لا يريدون إستقلالية القضاء، وعلى رأسهم “التيار الوطني الحر” الذي يعرقل من خلال وزيري العدل سليم جريصاتي وهنري خوري. لذا عمدوا الى سحبه أمس لانهم متورطون بملفات فساد كبيرة كما ان هناك مسعى لعرقلة ملف تفجير مرفأ بيروت”.
ورداً على سؤال عن عنوان جريدة “الاخبار” عن “نواب السفارات”، أجاب: “هذا دليل إفلاس مطلق ونوعية التخوين سخيفة. طوني فرنجية و فريد هيكل الخازن ونواب حركة “امل” لأي سفارة يتبعون؟!! هكذا أسلوب لن يؤثر أبداً على إدائنا”.
وحذّر بو عاصي من أن “هناك خطراً كبيراً على لبنان إذا لم يطبّق القرار ١٧٠١، فالوحش الإسرائيلي “متغوّل” وخير دليل ما يحدث في غزة، مستبعداً ان ينفذ بالقوة لأنه يتطلب فصلاً سابعاً ومضيفاً: “الاحتمال بأن يشنّ الاسرائيلي حرباً ضد لبنان وارد. أكثر من هو متوجّس اليوم من الوضع القائم “حزب الله”، لأن إسرائيل تقول: “سياستي السابقة في غزة كما في لبنان فشلت، المسألة “قصة توقيت” قبل تغيير هذه السياسة القائمة على الاحتواء دون السيطرة. لذا إنتهت هذه السياسة”.
وتابع: “إما ان يقدم على ذلك بالتوازي مع إندفاعته في غزة أو بعد الانتهاء من المعارك هناك. للأسف نحن البلد الوحيد في العالم الذي يعيش منذ 75 عاماً على إيقاع مجتمع آخر. هذا هو واقع لبنان مع القضية الفلسطينية، ولكن لا يحق لنا ان ننحر لبنان من أجل بلد آخر. فلننظر الى دول الجوار”.
وختم بو عاصي: “علينا ان نحافظ على مصلحتنا الوطنية العليا وشعبنا كي نستطيع دعم القضية الفلسطينية، لا ان نرمي ذاتنا وشعبنا بآتون النار كما يفعل “حزب الله” وهذا لا يفيد أحداً”.