Site icon IMLebanon

ما نفع نفي حماس عسكرة “الطلائع” و”القسّام” تواصل ضرباتها؟!

كتبت لارا يزبك في المركزية:

أشاحت التطورات الداخلية سياسيا في الايام الماضية، الاهتمام بعض الشيء، عن الوضع الجنوبي المقلق، سيما لناحية خروج هذه المنطقة، عن سيطرة “الدولة” اللبنانية وسيادتها. غير ان لا بد من تسليط الضوء مجددا على ما يحصل في الميدان.

فالأحد، أعلنت كتائب القسام في لبنان، عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية في ليمان وخربة ماعر بالجليل الغربي انطلاقاً من جنوب لبنان. وأشارت في بيان الى أن تلك العمليات تأتي “ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة”.

غداة هذه الخطوة العسكرية، اوضح وفد من حركة حماس زار دار الفتوى برئاسة ممثل الحركة في لبنان أحمد عبدالهادي، مجددا، ان “طلائع طوفان الاقصى”، ليس إطارا عسكريا، وليس له علاقة بمقاومة ضد الاحتلال في الجنوب، إنما هو إطار شعبي يراد من خلاله تنظيم، واستيعاب الشباب من أجل صقل شخصيتهم وربطهم بفلسطين، والاستفادة أيضاً من قدراتهم في خدمة المجتمع الفلسطيني حتى لا يذهبوا بعيداً باتجاه ظواهر ومظاهر اجتماعية ومجتمعية سلبية سواء كان مخدرات أو تطرف أو غيرها من القضايا، بالرغم من تحميل هذا البيان أكثر بكثير مما يحمل، إلا أننا نؤكد بأننا لم نقصد أي شيء له علاقة بالبعد العسكري الميداني، وايضاً حماس وكل الشعب الفلسطيني لن يعودوا الى الوراء وهم حريصون على سيادة لبنان وامنه واستقراره ويحترمون القوانين فيه”. أضاف “كان المقصود بأنه نحن اقبل علينا أعداد كبيرة جدا من أبناء شعبنا الفلسطيني فكان لا بد من استيعابهم والعمل على الاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم في خدمة أبناء شعبنا في المخيمات وربطهم بفلسطين لان الناس اليوم أقبلت على حركة حماس لأنها تتبنى مشروع المقاومة”. واردف “ليس معنى إطلاق طلائع طوفان الأقصى ببعده الشعبي والجماهيري أننا نريد أن نعود للوراء تحت ما سمي سابقاً “فتح لاند أو ما يمكن أن يسمى الآن حماس لاند هذا ليس مقصودا ولا يوجد أي قرار عند أي فلسطيني بالرجوع إلى الوراء”.

لكن ما الفرق بين نفي ان تكون “طلائع طوفان الاقصى”، تنظيما عسكريا من جهة، وان تواصل كتائب القسام، اي الجناح العسكري لحركة حماس، عملياتها العسكرية من جنوب لبنان، من جهة ثانية؟ تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”. فالمطلوب من الحركة، هو احترام سيادة لبنان وعدم استخدامه ساحة لـ”المقاومة”، ايا يكن اسم التنظيم الذي يقاوم، سواء اكان “الطلائع” او “القسام”، ماذا وإلا كانت “حماس” تُعلن في الظاهر وكلاميا فقط، انها ضد “حماس او فتح لاند”، غير انها في “العملي”، تُقيم “حماس لاند” جنوبا وتَفرضه امرا واقعا على اللبنانيين، تماما كما حصل في سبعينيات القرن الماضي.

ليست المشكلة اذا في “اسم” التنظيم ولا في كونه حديث الولادة او موجودا اصلا، تتابع المصادر، بل ما اثار حفيظة اللبنانيين ومخاوفهم كان ولا يزال، قبل الاعلان عن تنظيم “الطلائع” وبعده، يتمثّل في استباحة سيادة الدولة اللبنانية مِن قِبل تنظيمات لبنانية وغير لبنانية… فهذا هو جوهر المشكلة ولبّها.. وحماس تُدرك هذه الحقيقة جيدا، غير انها لا تأخذها في الاعتبار، بما ان فصيلا لبنانيا هو حزب الله، منحها ضوءا اخضر للتحرك عسكريا انطلاقا مِن لبنان، تختم المصادر.