كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
لا يزال الملف الرئاسي في الثلاجة. الانجاز الذي تحقق في التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون الجمعة الماضي في ساحة النجمة، أحيا الآمال “الشعبية” و”السياسية” بإمكانية انتخاب رئيس للجمهورية بما ان المجلس أوحى بأن ثمة نبضا لا يزال ينبض في عروقه… لكن المعجزة هذه تبدو بعيدة المنال..
على اي حال، ظهرت الامال في مواقف القوى السياسية والمرجعيات، سيما منها تلك التي عملت من أجل الوصول الى هذا التمديد. فقد قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد: كم نودّ ونصلّي كي تستمرّ هذه الإرادة الحسنة لدى أعضاء المجلس النيابي فيدركون أنّ لا دولة من دون رئيس، كما أبان رئيس المجلس الدستوري سابقًا الدكتور عصام سليمان في مقال بهذا العنوان (راجع النهار، 7 كانون الأوّل 2023)، فيلتئم المجلس النيابي سريعًا وينتخب رئيسًا للدولة الذي بدون السلطة المناطة به لا ينتظم أداء المؤسّسات الدستوريّة، ولا يتحقّق الإنتظام العام، فتفقد السلطة مبرّر وجودها.
بدوره، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الجمعة، بعد اقرار التمديد، “رئيس مجلس النواب نبيه برّي “هالمرة مَشَّا الحال” رغم أنه وضع على ظهرنا 18 قانونًا وإذا أراد إكمال معروفه فعليه الدعوة لجلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
لكن مع الاسف، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان فريق 8 آذار الذي سهل بعض نوابه التمديد، لن يكرر التجربة ذاتها رئاسيا، وهو يقاطع الجلسات الانتخابية، ولا يزال على التموضع عينه، حيث لن يحضر الى مجلس النواب الا لضمان انتخاب مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو في الوقت ذاته، يرفض حتى اللحظة، البحث عن مرشح وسطي يتقاطع عليه مع القوى المعارضة، خلافا للاخيرة التي تبدي كل الاستعداد لذلك، وهذا ما عبر عنه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من البرلمان الجمعة.
وما يعقّد المشهد اكثر، وفق المصادر، هو ان حزب الله، رأى بأم العين، بعد “بروفا” التمديد للقائد عون، انه ليس قادرا على التحكم بأكثرية مجلس النواب، اي انه، في حال بقي على تشدده، واصراره على استثمار الاوضاع الاقليمية في الداخل، فإنه لن يفتح ابواب مجلس النواب بسهولة.
في المقابل، والى الحديث عن إحياءٍ قريب لنشاط “الخماسية” على خط الرئاسة، فإن بارقة الضوء الصغيرة التي تلمع وسط السواد الرئاسي، تتمثل في اللقاء الذي جمع قائد الجيش ورئيس المردة قبيل التمديد مساء الخميس، وقد دل على ان الاسمين الابرز للرئاسة اليوم، يرضيان بمنافسة ديمقراطية بينهما وبنتائجها.. وقد يؤسس لاتفاق “شخصي” بينهما في المستقبل بما يسهّل الانتخاب في حال انسحب فرنجية مثلا.. فهل يُسهّل حزب الله الانتخاب في هذه الحال؟ ام ان قرار التصلب المُتخذ، مُبرم؟
***