كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أما وقد جرى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، بعدما صادق مجلس النواب على اقتراح القانون الرّامي إلى التّمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية، لمدّة سنة، وتمّ تدعيمه أمس في مجلس الوزراء حيث وافق 19 وزيراً على القانون أيضاً، إلا أن معركة المؤسسة العسكرية لم تنتهِ بعد.
فملف التعيينات العسكرية فُتِح على مصراعيه، خاصة مع إصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تعيين رئيس للأركان، وقد طرح لهذه الغاية اسم العميد حسان عودة، وتواصل، بحسب المعلومات الصحافية مع كلّ من حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مطالباً بتنفيذ ما اتُّفق عليه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لجهة تعيين رئيس للأركان.
وبرزت في اليومين الماضيين معلومات تفيد عن عتب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لعدم تواصل وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور معه بهذا الخصوص، من هنا جاءت زيارة وفد الاشتراكي أمس إلى دارة النائب طوني فرنجية في بيروت، وضم النائب وائل أبو فاعور ومستشار رئيس الحزب حسام حرب بحضور الوزير السابق يوسف سعادة. خلال اللقاء تم التداول في موضوع رئاسة الأركان. ومن المتوقع أن يزور الوفد فرنجية الأب لهذه الغاية. فهل يسلك تعيين رئيس للأركان طريقه إلى الحلّ قريباً؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية” ان هذه اللقاءات غير مرتبطة فقط بموضوع رئاسة الأركان، قد يُطرح هذا الموضوع، لكن اساس اللقاءات مرتبط بالحركة السياسية التي يقوم بها الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي للتواصل مع كل السياسيين، بكل الاتجاهات، لمحاولة تأمين مناخ وطني قادر على مواجهة الاستحقاقات المقبلة الدستورية والأمنية والاقتصادية. البلد اليوم ينقصه رئيس جمهورية وحكومة كاملة الصلاحيات، وتنقصه معالجات اقتصادية نقدية تربوية صحية جذرية، والبلد أيضاً يترقب تطور الأوضاع في الجنوب في المواجهة المفتوحة بين لبنان واسرائيل على ايقاع أزمة فلسطين، لذلك أعتقد ان هذا التواصل الذي بدأ مع الكثير من القوى وسيستمر بالطبع جزء منه مع الوزير فرنجية والتكتل “الوطني المستقل”. ومنذ فترة حصل لقاء بين النائبين جنبلاط وفرنجية، وأمس كان اللقاء بين أبو فاعور ومستشار النائب تيمور، وأؤكد ان التواصل سيستمر مع كل القوى السياسية وكل الفاعليات المعنية بإيجاد مناخ توافقي، في الحدّ الأدنى، لتسهيل إمكانية انتخاب رئيس أولاً ومن ثم تدعيم المعادلات والخطط الداخلية والإمكانات المطلوبة لمواجهة أي تداعيات خطيرة في الجنوب”.
ماذا عن الحديث عن إصرار جنبلاط على تعيين رئيس للأركان وأن المعركة على التعيينات العسكرية بدأت؟ ” هذه مهمة الحكومة، الإصرار من جهتنا ليس على شخص رئيس الأركان أو صفته او انتمائه، بل على منع الفراغ في المؤسسات العسكرية، لذلك قمنا بما يمليه علينا ضميرنا الوطني ومسؤولياتنا في موضوع التمديد لقيادة الجيش ومدير الأمن الداخلي، وأعتقد ان التمديد جيد وممتاز وسعينا إليه بكل قوتنا عبر اقتراح القانون وعبر التسويات واقتراحات القوانين، لكن يبدو أن هذا الموضوع ما زال منقوصاً لأن مؤسسة عسكرية كبرى كالجيش تفتقد لمن ينوب عن قائد الجيش، اعتقد سنكون امام أزمة، فلربما لدى قائد الجيش مهمات وأوضاع استثئنائية، وفي قانون الدفاع، وحده رئيس الأركان ينوب عن القائد . اذا لتدعيم حماية الاستقرار ودعم صمود لبنان في مواجهة اسرائيل، المطلوب أيضاً تعيين رئيس اركان”.
عن عودة الزخم والاهتمام بالاستحقاق الرئاسي مع بداية العام المقبل، ولا سيما ان الموفدين القطري والفرنسي بصدد العودة الى لبنان بعد انقضاء عطلة الأعياد وفي جعبتهما مقترحات، يقول “أتمنى أن تنعكس أجواء الرحمة والتسامح التي ترافق عادة ميلاد المسيح ورأس السنة الجديدة، على آداء وتوجهات كل الكتل النيابية والقوى السياسية لكي نستطيع أن نؤمن توافقاً داخلياً إنقاذيا يرتبط بانتخاب رئيس بأقصى سرعة وتشكيل حكومة بسرعة قصوى أيضاً وبدء خطط التعافي الاقتصادي وتداعياته الاجتماعية”.