كتبت لورا يمين في “المركزية”:
بقدر مع يهتم الغرب بالتطورات في غزة وبايجاد تسوية لها، يهتم ايضا بالاوضاع في البحر الاحمر، بما ان مصالح الدول الكبرى “التجارية” خط احمر ولا يمكنها الوقوف مكتوفة الايدي ازاء تعرّض اقتصادها للضرر.
فبعد ان باشر الحوثيون سلسلة استهدافات للسفن الغربية، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الإثنين تشكيل تحالف دولي يحمل اسم “حامي الازدهار” يضمّ عشرة بلدان للتصدّي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعتبرونها “مرتبطة” بإسرائيل في البحر الأحمر. وجاء في بيان لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن “البلدان التي تسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة عليها أن تتكاتف لمواجهة التحدّي الذي تشكّله هذه الجهة”. وقال أوستن إن التحالف الأمني سيعمل “بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين”.
ويضم التحالف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنروج والسيشل وإسبانيا. وقد بقيت الدول العربية والخليجية الكبرى خارجه، للحفاظ على دورها كـ”وسيط” في ايجاد تسوية للحرب الدائرة اليوم في غزة.
اوستن الذي زار تل ابيب، توجه ايضا الى البحرين، وقال في مؤتمر صحافي “في البحر الأحمر، نقود قوة بحرية متعددة الجنسيات لصون المبدأ الأساسي لحرية الملاحة. دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف”.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أثناء اجتماعها مع نظيرها البريطاني ديفيد كاميرون في باريس إن فرنسا ستتخذ إجراءات مع شركائها لوضع حد لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وأضافت كولونا “نعلم أن الحوثيين غالبا ما يحصلون على دعم من إيران”. وأضافت “سيتم اتخاذ إجراءات بالتنسيق مع حلفائنا… نحن بحاجة إلى تعزيز قدرتنا على (تنفيذ) العمليات في هذه المنطقة لوضع حد لهذه الهجمات”.
وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذا التحالف الوليد، هو نتاج اتصالات على ارفع المستويات حصلت على عجل في الايام القليلة الماضية بعد ان ارتفعت وتيرة العمليات الحوثية في البحر الاحمر واستهدفت سفنا لاكثر من دولة. وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة سيتم تفعيلها سريعا في المياه الاقليمية وسيبدأ العمل بها بالتنسيق بين الدول الاعضاء لاعادة ضمان امن الملاحة البحرية. هذا “على الارض”، اما في “الدبلوماسية”، فإن التواصل مع ايران، راعية الحوثيين وداعمتهم ماليا وعسكريا، مستمر، غير انه لم يُجد نفعا حتى اللحظة. ومن هنا، كان القرار بتشكيل التحالف. ووفق المصادر، فإن هذا الاجراء “احترازي” وسيكون ناجعا “جزئيا”، اما الحل النهائي فيكون بعد توقف الحرب الاسرائيلية على غزة.