كتبت رلى إبراهيم في “الأخبار”:
طوى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم الخلاف بينهما، وتوافقا على فصل التباين السياسي عن العلاقات الشخصية. المشكلة بدأت قبل شهرين، على خلفية ما سمّاه سليم يومها «تخاطباً غير لائق»، بعد تلقّيه رسالة من ميقاتي يطلب فيها عرض أسماء للتعيينات العسكرية على وجه السرعة. يومها حضر سليم الى السرايا، حيث كان يعقد لقاء تشاوري، والتقى ميقاتي منفرداً في مكتب الأخير معاتباً إياه على الرسالة بصوت مرتفع، قبل أن يغادر.
منذ ذاك، امتنع ميقاتي عن التواصل مع سليم، وقال في آخر جلسة لمجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، إن التواصل بينهما سيقتصر على الكتب الرسمية لأن الوزير «مسّ بكرامة موقع رئاسة الحكومة». عندها عرض وزير الثقافة محمد وسام مرتضى ووزير المهجرين عصام شرف الدين القيام بوساطة بين الرجلين، فلم يبد رئيس الحكومة أي مانع. هكذا، رتّب مرتضى اجتماعاً في السرايا أمس، بدأ بلقاء فردي بين سليم وميقاتي، قبل أن ينضمّ وزير الثقافة اليهما. ويبدو أن الاجتماع الذي دام نحو ساعة «صفّى» القلوب فقط، من دون أيّ توافق حول التعيينات في المجلس العسكري، وهو ما أكده وزير الدفاع ضمناً عندما ربط في تصريح عقب الاجتماع بين التعيينات والسلّة الكاملة.
واعتبر أن «طرح سدّ الشغور في رئاسة الأركان فقط هو طرح مبتور بالنسبة إلى حالة الشغور في المؤسسة العسكرية»، مشيراً الى أن في وزارة الدفاع 4 مؤسسات رئيسية، من ضمنها مؤسسة الجيش التي هي الأكبر، لكنّ هناك أيضاً مؤسستين شاغرتين هما: المديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة. ولفت الى أنه بادر إلى معالجة هذا الشغور منذ نحو 3 أشهر من دون أن يكتمل الحل الذي «لن يكون إلا وفقاً للدستور وقانون الدفاع»، علماً أن سدّ الشغور في كل المؤسسات شبه مستحيل، ولا سيما مع التمديد أخيراً لقائد الجيش جوزيف عون الذي سيحاول فرض مطالبه والأسماء التي يريدها، رغم أن القانون يعطي هذه الصلاحية لوزير الدفاع.
إلا أن التباين بين عون وسليم لن يُسهّل المهمة. من جهة أخرى، غُيّب وزير المهجرين عن «الصلحة» ما أثار امتعاضه، فبعث برسالة على مجموعة الحكومة على تطبيق «واتساب» يطلب فيها «وضعي في أجواء اللقاء»، ليعقب «شاكراً تكليفي ثم تغييبي»، علماً أن شرف الدين بدأ منذ أيام التسويق لمحاولته رأب الصدع بين ميقاتي وسليم، وصرّح بأن «وزير الدفاع يريد القيام بالتعيينات وهو إيجابي جداً، لكن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو من يعرقل الحلّ»، ما أثار حفيظة سليم الذي هاتفه للومه على كلامه، وربما كان هذا سبباً إضافياً لعدم دعوته الى حضور المصالحة، علماً أن شرف الدين كان من بين الوزراء الذين تغيّبوا عن حضور جلسة مجلس الوزراء التي كانت معدّة لتمرير التمديد لقائد الجيش بحجة المرض.