كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
عنفت المواجهات على الجبهة الجنوبية في الساعات الماضية، وارتفعت وتيرة العمليات والاستهدافات الاسرائيلية، وحدّتُها، في وقت بدا حزب الله الى حد كبير، في موقع “الرد” انتقاما لما يفعله الجيش العبري. الاخير، يضرب القرى والبلدات والمنازل والسيارات، وفي كل مرّة، وبعد دقائق او ساعات كحد اقصى، من هذه الضربات، تُصدر المقاومة الاسلامية في لبنان، بيانات تنعى فيها شهداء وعناصر “سقطوا على طريق القدس”.
على سبيل المثال لا الحصر، استهدف الجيش الاسرائيلي سيارة في تل النحاس برصاص القنص، مساء الاربعاء، ما أدى إلى سقوط عنصر في حزب الله. في الليلة ذاتها، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في مركبا، متسببا ايضا بمقتل عنصر في الحزب. والى دقة العمليات الاسرائيلية التي باتت “تصطاد” عناصر الحزب بدقة، الكيانُ العبري وسّع ايضا من رقعة ضرباته. فقد شهد الجنوب، مساء الاربعاء دائما، إحدى أعنف الغارات الجوية الإسرائيلية وأبعدها، حيث أنها نُفذت في مناطق ليست بحدودية وتُعدّ في العمق اللبناني اذ نفذت مقاتلات حربية اسرائيلية قصفاً جوياً في عمق مثلث إقليم التفاح – جزّين – أطراف شرق صيدا، وأغارت على أحراج تقع بين منطقتي بصليا وسنيا القريبة من جباع وكفرملكي ملقية بصواريخ جو – أرض، وأحدث انفجارها دوياً تردّد في معظم مناطق النبطية وحتى ساحل الزهراني وصيدا.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، قد تكون السخونة هذه، التي ازدادت بشكل كبير في الايام الماضية، تأتي لأن الجيش الاسرائيلي بات في صورة “هدنة” انسانية جديدة في الاراضي المحتلة، جاري الاعداد لها اليوم بين الوسطاء العرب والدوليين، والاتفاق هذا “قد” يبصر النور في الايام القليلة المقبلة.
انطلاقا من هنا، وكما فعل عشية الهدنة الانسانية الاولى، يصعّد الجيش الاسرائيلي من ضرباته و”يكشّر” اكثر عن “انيابه”، ساعيا الى تحقيق “انتصارات” او “انجازات” ما. في المرة الماضية، وقبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ، هو قام بضرب مركز كان يتجمع فيه قياديون في حزب الله وفي قوة النخبة لديه “قوة الرضوان”، ومنهم نجل النائب محمد رعد، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة.
واليوم، يبدو ان تل ابيب تستعجل ايضا الحاق خسائر بالحزب (وبكوادره البشرية تحديدا)، الذي يقض تواجدُه على الحدود، مضاجعَها، في الوقت الفاصل عن هدنة وشيكة. لكن بحسب المصادر، اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في شأنها، قد تعود المناوشات جنوبا الى وتيرتها “المعهودة” فترتفع حينا وتهدأ حينا آخر….