كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “امتداد الحرب الى جنوب لبنان يأتي خلافا للقرار ١٧٠١، ومن الضرورة عودة لبنان الى حياده كمدافعٍ بالدبلوماسية عن أي حقوق ضائعة”، مشيرا الى ان “اعلان بعبدا اكد حياد لبنان واعتمده مجلس الأمن وطالب بتطبيقه نصاً وروحاً”. البطريرك الراعي وفي عظة الأحد قال: “حياد لبنان ليس أمراً جديداً بل هو من صميم هوية لبنان منذ العام ١٨٦٠ وهو حياداً سياسياً بحيث لا يُحارِب ولا يحارَب”. وأضاف “ندين الحرب الابادية الوحشية الدائرة في غزه ونرفض امتدادها الى القرى الجنوبية ولبنان ليس أرض حرب بل ارض حوار وسلام”.
ليست المرة الأولى التي ينادي فيها البطريرك الراعي بالحياد، بل هو يرفع لواءه منذ سنوات.
لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن موقفه اليوم له اهمية كبرى، اولا لكون عدم الحياد، لا بل الانغماس “اللبناني” التام في محور الممانعة، يتهدد البلاد اليوم بأبشع المصائر، حيث ان اسرائيل تتوعد بحرب مدمرة اذا استمر حزب الله بمهاجمتها من الجنوب اللبناني. وثانيا، لان المرحلة المقبلة هي لترتيب الامور في المنطقة وملف لبنان مِن هذه الامور.
بشكل أوضح، تتابع المصادر، المجتمع الدولي يعد العدة لمرحلة ما بعد سكوت المدافع في غزة، وموفدو العواصم الكبرى في ذهاب واياب دائمين مِن والى لبنان، مطالبين اياه بتنفيذ القرارات الدولية وبالتزام الشرعية الدولية… وفي وقت يستعجلون المسؤولين انتخاب رئيس للجمهورية، كي يكون جالسا الى طاولات المفاوضات الكبرى، تقول المصادر ان افضل ما قد يحمله هذا الرئيس كمشروع ودور للبنان، يطرحه على الطاولة الاقليمية- الدولية، هو مشروع لبنان المحايد ايجابا الذي ينصر القضايا العربية كلها عبر الدبلوماسية لا الحرب، تماما كما قال الراعي .
هكذا يكون لبنان مبادرا الى طرح حل فعلي وناجع، يحل ابرز المشاكل اللبنانية المتمثلة بفقدان السيادة، ما حوّل لبنان الى ساحة، ولا يكون في موقع المنتظر لما سترسمه له الدول الكبرى.
لكن هل سيسمح المعطلون اليوم، بانتخاب رئيس ؟ وهل سيسمحون بانتخاب رئيس يحمل هذا المشروع بالذات، الذي يقطع الطريق على كل مشاريعهم ونظرياتهم التي تقوم على “توحيد الساحات”؟!