كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تشتد حماوة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية وتتوسع رقعتها يوما بعد يوم بحيث باتت تتخطى الاستهدافات المتبادلة ما يعرف بقواعد الاشتباك وتشي بامكانية انزلاق لبنان فعليا الى الحرب الدائرة في غزة، خصوصا وان اسرائيل تعمل لاستدراج لبنان الى المعركة من اجل ابعاد حزب الله الى شمال الليطاني لتوفير الامن والاطمئنان لمستوطنات الشمال القريبة من الحدود اللبنانية. الا ان الولايات المتحدة مارست ضغوطا جدية لمنع توسع دائرة الحرب في اتجاه لبنان، وان اسرائيل رضخت لهذه الضغوط ورغم ذلك فهي لا تزال قلقة من ان يستغل حزب الله هذا الوضع لشن حرب وتصعيد ضد الجيش الاسرئيلي ما يعزز احتمال وقوع مواجهات واسعة يتأثر بها لبنان بشكل مباشر. ومرد هذا القلق هو تصاعد العمليات العسكرية على الحدود. فالمستويات الرسمية في لبنان اكدت ان ليس في وارد الانخراط في حرب لا يتحمل اثارها وتداعياتها. الا ان حزب الله الذي شملته لقاءات الموفدين في لبنان والفرنسيين على وجه الخصوص الذين حذروا من مخاطر هذا التصعيد واحتمالات نشوب حرب واسعة لم يقدم ما يبدد هذا القلق.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يؤكد عبر “المركزية” صحة الضغوط الاميركية على حكومة نتنياهو لمنع توسيع دائرة الحرب ليس خوفا على لبنان وحسب، بل لان في اعتقاد واشنطن كما باريس والدول الاوروبية والعربية ان الامر إن حصل قد يؤدي لدخول محور الممانعة برمته المعركة التي قد يعرف كيف تبدأ ولكن لا يعرف كيف تنتهي. اعتقد ان زيارات المسؤولين الفرنسيين المتتالية لبيروت حملت رسائل في هذا السياق التحذيري. علما ان واشنطن فوضت باريس للعب دور على مستوى تطبيق القرار 1701 كاملا وابعاد حزب الله لما بعد نهر الليطاني مقابل تسوية للنقاط الحدودية العالقة جنوبا وانسحاب اسرائيلي من باقي الاراضي المحتلة في تلال كفرشوبا والمزارع والجزء المحتل من بلدة الغجر. اضافة الى توسيع مهام اليونيفيل كأن تنتشر قوات فرنسية مع الجيش اللبناني وصولا الى الليطاني مقابل انتشار قوات اميركية في الجانب الاسرائيلي بما يؤدي الى وقف النزاع العسكري بين لبنان واسرائيل. وبحسب المعلومات فان حزب الله لم يرفض ذلك لكنه يشترط وقف الحرب على غزة قبل اي حديث اخر. في اعتقادي ان هذه المشهدية سوف تجد طريقها الى التنفيذ بعد وقف الحرب على غزة سيما وان حزب الله يعلم جيدا وجود ارادة اميركية واوروبية واسرائيلية لمنع استمرار وجوده العسكري في الجنوب على ما هو عليه راهنا إذ يحول دون عودة سكان المستوطنات في الشمال الاسرائيلي الى منازلهم، وهذا ما لن يسمح به.