جاء في “المركزية”:
علّق عدد كبير من خطوط الشحن الرئيسية وناقلات النفط خدماته عبر البحر الأحمر، بعد تعرّض أكثر من 12 سفينة للهجوم منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزّة في أوائل تشرين الأول، وكانت شركات الشحن قد أوقفت مرور السفن عبر البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس التي يمرّ بها حوالي 12% من التجارة العالمية، وفرضت رسوماً إضافية على تغيير مسار السفن… كل ذلك وسط توقع المزيد من الاضطرابات بما يؤدي إلى ارتفاع أسعار شحنات البضائع والوقود.
لكن خبير النفط عبود زهر لا يُبدي أي قلق من تلك التوقعات… حتى اليوم. إذ يشير عبر “المركزية” إلى أن “الهجمات التي يشنّها الحوثيون في البحر الأحمر أو مضيق هرمز، تستهدف بواخر الشحن الإسرائيلية أو تلك المتوجّهة إلى إسرائيل، ويبدو أن البواخر الأخرى بعيدة عن مرمى هذه الهجمات”.
ويعتبر في السياق، أنه “في حال حافظت الأسعار على استقرارها كما هي عليه اليوم، ما يعني أنها لم تتأثّر من هذه التطورات الأمنية وهي في منأى عن تداعياتها”.
وعن سبب استقرار سعر النفط العالمي اليوم، يقول زهر: إن مخزون النفط والوقود عموماً ولا سيما في أوروبا، يكفي لفصل الشتاء بكامله، إذ يتم تجهيزه منذ الشهر العاشر من السنة أي في شهر تشرين الأول. من هنا لا يوجد طلب أوروبي على النفط الذي يؤثر على السعر العالمي، الأمر الذي يعزز استقراره.
ولا يغفل الإشارة إلى أن “أسعار النفط عالمياً تتحدّد وفق التطورات اليومية وبالتالي لا يمكن توقع إقفالها مسبقاً”، ويعطي مثالاً على ذلك، “في حال تعرّضت باخرة نفط لأي ضربة صاروخية، عندئذٍ ستتأثر أسعار النفط وستسجّل ارتفاعاً ملحوظاً”.
وتعقيباً على حرب أوكرانيا – روسيا، يؤكد زهر أن “الدول ولا سيما أوروبا، قد تخطّت تداعيات هذه الحرب على قطاع النفط، وعملت على تأمين البديل، وعلى سبيل المثال تستورد ألمانيا الغاز المُسال من الولايات المتحدة الأميركية بكميات كبيرة”.