كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
تحت شعار «التغيير هو المدخل الواقعي والحقيقي والفاعل لخروج مدينة صيدا من معاناتها»، قرّر عدد من الناشطين الصيداويين تشكيل «مجلس أمناء صيدا»، من أجل طرح قضايا ومشاكل المدينة الاجتماعية والخدماتية على الجهات المختصة والبحث عن حلول لها. التشكيل الذي ضمّ بعضاً من الوجوه المعروفة، أثار تساؤلات في الأوساط الشعبية حول هويته وانتمائه، ونقزة بين القوى السياسية حول أهدافه وما إذا كان إطاراً سياسياً جديداً أو مؤيداً لأحد الأطراف أو بمثابة «بلدية الظل» في ظل تراجع دورها بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي تترنح تحت وطأتها.
ويؤكد الناشطون «أن الفكرة ولدت بعد مشهد المدينة الحزين والكئيب والمؤلم والمعيب والمرفوض جراء المشاكل الخدماتية التي أثارت استياء أبناء المدينة ولم تجد حلاً لها حتى الآن، ومنها تراكم النفايات ومصير معمل المعالجة الحديث وطوفان الشوارع في الشتاء وانقطاع الكهرباء وسواها على أبواب الأعياد الدينية والمناسبات التي تستقطب الزائرين والمتسوقين من مختلف المناطق اللبنانية».
ويقول أحد المشاركين حسان القطب لـ»نداء الوطن» إن التشكيل ليس إطاراً سياسياً أو تنظيماً وهو ليس بديلاً عن أحد أو طرفاً ضد آخر أو يقوم مكان البلدية أو مؤسسات الدولة، وإنما هو مجموعة من الناشطين الذين اتفقوا على طرح قضايا المدينة من دون مواربة أو مجاملة على الجهات المعنية من أجل معالجتها. رفعنا مبدأ التغيير الواقعي والحقيقي والفاعل لخروج صيدا من معاناتها، المدينة لا تستحق هذا الواقع الهابط لأنها مدينة الحضارة والحرف، والآثار التاريخية، والصمود والمقاومة، والجهاد والمثابرة، والرجالات التاريخية والقامات الوطنية ومدينة العلم والثقافة والمدارس والجامعات ومدينة احتضان كل مكونات لبنان، بروح وطنية وانفتاح يتجاوز كل التباينات والخلافات».
وأضاف: «وفي ظل التراخي أو العجز عن حل المشاكل، اتفقنا كمجموعة أو فريق عمل واحد أن نتشاور في قضايا المدينة كل في اختصاصه، من دون أن نهاجم أو نلوم أحداً، بل نسعى إلى حل المشكلة بطريقة واقعية، ونفتح كل الملفات من دون تردّد، لنسأل عن كل مشروع لم ينجز وعن كل خدمة تم حرمان المدينة منها على قاعدة التغيير والمحاسبة، ونحن بصدد التواصل مع الفاعليات والجمعيات لشرح أهدافنا وطرح التعاون والتنسيق في تحقيق الغاية، فمن غير المقبول أن تمنع عن المدينة الخدمات الأساسية المطلوبة». والأسباب التي دفعت هؤلاء الناشطين إلى هذا القرار، باتت تتردّد بصوت عالٍ في الشارع الصيداوي والأسواق والتجمعات والصالونات العائلية وروابطها، حيث تدور تساؤلات كثيرة عن غياب الجهات المسؤولة عن التدخل لوقف المعاناة وإلى متى الصبر على هذا الواقع المؤسف؟
وفي بيان إعلان التشكيل، أعلن مجلس أمناء صيدا أنّه سيكون متابعاً «لكل حدث أو تصرف أو تقصير يصيب المدينة ويستهدف استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لاتخاذ موقف واطلاع الجمهور الصيداوي على كل ما يمكن الوصول إليه وذلك بالتعاون والتنسيق مع جميع الناشطين والراغبين في خدمة المدينة وأبنائها».