كتب علي بردى في “الشرق الأوسط”:
تداور أعضاء مجلس الأمن يوم الجمعة على تكرار تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلق بالغ» من خطر اتساع نطاق الحرب في غزة إلى الضفة الغربية، منبهاً خصوصاً إلى «شبح صراع لا يمكن احتواؤه، مع عواقب مدمرة محتملة» على لبنان، واحتمال «انجرار» اليمن إلى حرب إقليمية بسبب استمرار اعتداءات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وفي بيان عشية رأس السنة الجديدة، أصدر غوتيريش أقوى تحذيراته من وقوع حرب إقليمية مدمرة، قائلاً إنه مع تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل و«حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية في غزة، «يشعر بقلق بالغ» من الصراع، الذي «يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على المنطقة بأسرها»، مضيفاً أن «هناك خطراً مستمراً بحصول صراع إقليمي أوسع نطاقاً». ونبّه إلى أن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك العمليات المكثفة لقوات الأمن الإسرائيلية، وارتفاع أعداد القتلى، وعنف المستوطنين، وهجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين، أمر «مثير للقلق للغاية». كما أن التبادل اليومي لإطلاق النار عبر الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان «قد يؤدي إلى تصعيد أوسع».
وأكد أنه يشعر «بقلق متزايد» بشأن الآثار غير المباشرة للهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وكذلك هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، التي تصاعدت في الأيام الأخيرة. وكرر دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
وتزامنت تصريحات غوتيريش هذه مع جلسة عقدها مجلس الأمن بطلب من الإمارات العربية المتحدة، واستمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري الذي وصف الوضع بأنه «مثير للقلق» بسبب استمرار العمليات البرية الإسرائيلية المكثفة والقتال بين القوات الإسرائيلية و«حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية في معظم مناطق غزة.
وإذ كرر دعوة غوتيريش إلى «وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية» في غزة، لفت إلى أن «خطر انتشار هذا الصراع إقليمياً مع عواقب مدمرة محتملة على المنطقة بأكملها لا يزال مرتفعاً»، مضيفاً أن «التبادل اليومي المستمر لإطلاق النار عبر الخط الأزرق يمثل خطراً جسيماً على الاستقرار الإقليمي». وأشار إلى سقوط ضحايا من المدنيين على جانبي الخط الأزرق، بالإضافة إلى ارتفاع عدد القتلى في صفوف المقاتلين، محذراً من أن الضربات في عمق الأراضي اللبنانية وإسرائيل تثير «شبح صراع لا يمكن احتواؤه، مع عواقب مدمرة محتملة على لبنان».
ورأى أنه «مع تزايد خطر سوء التقدير ومزيد من التصعيد مع استمرار الصراع في غزة، فمن الأهمية بمكان أن تقوم كل الأطراف الفاعلة على الفور بوقف التصعيد والعودة إلى وقف الأعمال العدائية بموجب إطار القرار (1701)»، الذي جرى التوصل إليه بعد حرب عام 2006.
وأشار المسؤول الأممي الرفيع إلى الهجمات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا بشكل يومي، وإلى رد الولايات المتحدة ببعض الضربات الجوية ضد الجماعات المشتبه في قيامها بهذه الأعمال في العراق وسوريا. وأضاف أن «التهديد الحوثي المستمر للملاحة البحرية في البحر الأحمر يشكل مصدر قلق متزايد»؛ لأنه «يهدد بتفاقم التوترات الإقليمية، ومزيد من التصعيد، كما أن له عواقب سياسية واقتصادية وإنسانية خطيرة محتملة على الملايين في اليمن والمنطقة».
وحذر من أن لهذا التهديد أيضاً «تداعيات محتملة على نطاق عالمي إذا تأثرت سلاسل الشحن والتوريد الإقليمية والدولية سلباً نتيجة لمزيد من التصعيد في البحر الأحمر». وشجع على وقف التصعيد ووقف الهجمات والتهديدات «حتى تتمكن حركة المرور عبر البحر الأحمر من العودة إلى حالتها الطبيعية»، مع تلافي «خطر انجرار» اليمن إلى حرب إقليمية.
ولاحظ خياري أنه في كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة «استمرت التوترات المتصاعدة بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين، واستمر العنف المكثف والقيود الواسعة النطاق على الحركة»، عادّاً أن ما شهدته الأسابيع الأخيرة من عمليات إسرائيلية هو «الأكثر كثافة منذ الانتفاضة الثانية». وأوضح أنه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قُتل 304 فلسطينيين، بينهم 79 طفلاً في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، مضيفاً أنه «وقع ما يزيد على 70 في المائة من القتلى الفلسطينيين خلال عمليات قوات الأمن الإسرائيلية، خصوصاً في محافظتي جنين وطولكرم».