كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أفادت قناة “أي بي سي” الإخبارية الأميركية بأن “حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد ستغادر منطقة الشرق الأوسط في الأيام المقبلة”. ورجح المصدر أن “تكون مغادرة القطعة البحرية الحربية الأكبر في العالم، تعبيرا عن الاستياء الأميركي من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
من جانبه، أحجم متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق على عودة حاملة الطائرات قائلا “ليس لدينا ما نعلنه اليوم”، بحسب شبكة (إيه.بي.سي نيوز) التي وصفت جيرالد فورد بأنها أحدث وأكبر حاملة طائرات أميركية.
ليس بعيدا، افادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “واشنطن أبلغت إسرائيل بالخطوة (سحب الحاملة) قبل تنفيذها، وفي الوقت ذاته، أوضحت الولايات المتحدة أن لديها ما يكفي من القوات في المنطقة، وأنها سترسل المزيد من الأدوات العسكرية إذا دعت الحاجة”. وقالت الصحيفة ايضا إن “حاملة الطائرات “فورد” كانت تقترب من نهاية انتشارها العملياتي عندما تم إرسالها إلى البحر الأبيض المتوسط، في اليوم التالي لهجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، مع البوارج الخمس التي برفقتها”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، إن “عودة حاملة الطائرات إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فيرجينيا تسير في الموعد المحدد وحتى بعد رحيلها، ستظل الولايات المتحدة تتمتع بقدرات عسكرية كثيرة في المنطقة، بما في ذلك المدمرات وسفن الصواريخ التي تتمركز في منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر”. واشارت إلى أن “حاملة الطائرات “آيزنهاور” تتواجد الآن في الخليج العربي، والتي تم إحضارها إلى هناك لردع إيران”، بحسب قولها.
فهل هناك خلاف اميركي – اسرائيلي؟ ام ان الخطوة منسقة بين الطرفين؟
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الاكيد ان ثمة رسائل تريد واشنطن توجيهها الى تل ابيب من خلال سحب “فورد”، فحواها ان الوقت حان لإنهاء الحرب. فالعالم كله وعلى رأسه الولايات المتحدة، هب لنجدة اسرائيل بعد صفعة ٧ تشرين، واستنفر كل قواه العسكرية وحشدها في المتوسط لدعمها، لان الوقت آنذاك كان للدفاع وربما الهجوم اذا اقتضى الامر، وذلك في القاموس الدولي – الاميركي، تضيف المصادر.. اما اليوم، فبمجرد ان تبدأ واشنطن بتخفيف هذا الاستنفار، هي تقول لحليفتها وإن بلطف او بصورة غير مباشرة، ان ساعةوقف القتال دقت و”نحن لم نعد لا متحمسين للحرب ولا متفهمين لاسباب استمرارها ولا مؤيدين لهذا الخيار الذي بات عبثيا”. وحتى ولو طمأنت واشنطن تل ابيب الى انها باقية الى جانبها، فإن ذلك لا يغيّر في جوهر الرسالة التي ارادت إفهامها اياها في مباشرة عملية فكفكة التأهب في الشرق الاوسط. ولا بد من الاشارة اخيرا، تقول المصادر، الى ان هذه الخطوة الإميركية تدل على ان تفاهمها الضمني مع ايران على عدم الذهاب نحو اي تصعيد اضافي في المنطقة، متين. ولهذا السبب، واشنطن باتت قادرة على مغادرتها تدريجيا، ببال مرتاح!