كتب يوسف فارس في “المركزية”:
الاجواء التفاؤلية التي برزت عقب التمديد للقيادات العسكرية وامكانية انسحابها على الملف الرئاسي سرعان ما بددتها التساؤلات حول كيفية ترجمتها وكذلك حول قوة الدفع التي ستجعل هذه الفرصة ممكنة في ظل واقع سياسي ما زال موزعا على جبهات رئاسية متصادمة ومتصلبة في شروطها وطروحاتها ومواصفاتها لرئيس الجمهورية العتيد ومتمسكة بفيتوات متبادلة على مرشحين وبلاءاتها المانعة امكانية التوافق على رئيس. ولا مؤشرات تراجعية لدى اي منها. هذا الواقع يحتاج لكسره قدرات خارقة اثبتت فترة الفراغ الرئاسي لسنة واكثر من شهرين انها غير متوافرة لا من الخارج ولا من الداخل. تضاف اليها قدرات اكبر لتليين اصرار مرشحين على المضي في المعركة الرئاسية وعدم الانسحاب منها. وهنا يجب التمعن مليا في ما نقل اخيرا عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انه ماض في ترشحه حتى النهاية.
تبعا لهذه الصورة، لا يمكن النظر الى الاستحقاق الرئاسي على انه اقترب اتمامه رغم الحراك الخارجي سواء من قبل الفرنسيين او القطريين باعتبار ان هذا الحراك لم يتمكن من تحريك هذا الملف خطوة الى الامام. بل على العكس، فإن انتخاب الرئيس العتيد لا يزال بعيد المنال الا اذا حصل امر قاهر يقلب المواقف رأسا على عقب فينزل المعنيون عن شجرة عليائهم لملء الشغور الرئاسي الذي يستوجبه وقف الانهيار وتتطلبه عملية النهوض بالبلد.
عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ”المركزية”: صحيح ان جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ارخت ظلالا ايجابية على الساحة السياسية، لكنها سرعان ما تبددت نتيجة تمسك القوى السياسية والكتل النيابية بمواقفها السلبية من ملء الشغور الرئاسي. وهذا ما حاول وفد اللقاء الديموقراطي ورئيسه النائب تيمور جنبلاط تبديده من خلال الزيارات واللقاءات مع القيادات في الاسبوعين الاخيرين. حيث المحادثات لم تقتصر على تعيين رئيس الاركان وحسب، انما شملت ضرورة انتخاب رئيس للبلاد في هذا الظرف العصيب لا بل الخطير سواء في الجنوب حيث الاعتدءات الاسرائيلية تتصاعد يوميا وتتجه الى حرب مفتوحة ام على مستوى الداخل حيث الاوضاع تتفاقم على كل المستويات بدءا من المالية والاقتصادية وصولا الى الصحية والحياتية.
ويتابع: عوض ان تدفعنا هذه المشهدية الى الذهاب لانتخاب الرئيس والاستعداد للمرحلة المقبلة وتحديدا لما سيرتسم في المنطقة بعد الحرب على غزة، فإن مواقف فرقاء الداخل على حالها من الانقسام والتباعد. واذا لم نبادر الى اللقاء والتفاهم فان الخارج لن يستطيع دفعنا لذلك. امامنا المزيد من التجارب التي يجب الاتعاظ منها. اولا المبادرة الفرنسية ثم القطرية اللتان لم تفلحا حتى الساعة في تحقيق خرق على مستوى ملء الشغور الرئاسي. مع ذلك نحن كحزب تقدمي ولقاء ديموقراطي لن نيأس وسنستمر في تحركنا لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر من اجل انتخاب رئيس الجمهورية باعتباره الخطوة الاولى والضرورية لوقف التدهور واعادة بناء الدولة.